سعر صرف الليرة السورية والذهب اليوم 29 أكتوبر 2025

يشهد الاقتصاد السوري منذ سنوات حالة من التقلّب المستمر في أسعار الصرف نتيجة التحديات الاقتصادية الداخلية والعوامل السياسية والإقليمية المؤثرة. ويُعدّ سعر صرف الليرة السورية مؤشراً رئيسياً على استقرار السوق المحلي، كونه يعكس العلاقة بين العرض والطلب على النقد الأجنبي، ومستوى الثقة بالاقتصاد الوطني، وتأثير العقوبات الدولية المفروضة على حركة التجارة والمصارف السورية.

في الأيام الأخيرة، وخصوصاً في نهاية أكتوبر 2025، لوحظ استمرار تراجع الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية والعربية، حيث ارتفع سعر صرف الدولار إلى مستويات جديدة لم تسجل منذ أسابيع، الأمر الذي انعكس فوراً على أسعار السلع الأساسية والمستوردة في الأسواق المحلية.

يرتبط هذا التراجع بمجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:

1. نقص احتياطي العملات الأجنبية لدى المصارف الرسمية.
2. زيادة الطلب على الدولار واليورو في السوق السوداء بسبب ارتفاع فاتورة الاستيراد.
3. ضعف الإنتاج المحلي نتيجة التحديات الاقتصادية والظروف المعيشية.
4. تذبذب أسعار الطاقة والذهب عالمياً مما يزيد الضغط على قيمة الليرة.

ورغم محاولات مصرف سوريا المركزي اتخاذ إجراءات للحد من التدهور عبر ضبط عمليات التحويل والمضاربة في السوق، إلا أن السوق الموازية لا تزال هي المتحكم الأكبر في التسعير اليومي، مما يجعل قيمة الليرة متغيرة بشكل شبه يومي أمام العملات الصعبة.

أسعار الصرف في سوريا (الأربعاء 29 أكتوبر 2025)

تحليل الاتجاه العام للسوق

1. الدولار الأمريكي (USD)

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً جديداً بمقدار 80 ليرة سورية مقارنة باليوم السابق، وهو ما يُعدّ مؤشراً على استمرار الضغط على السوق المحلي. ويُعزى ذلك إلى زيادة الطلب على العملة الصعبة من قبل التجار والمستوردين، في مقابل محدودية العرض الرسمي. هذا الارتفاع المتتالي ينعكس على أسعار السلع الغذائية والمستوردات بنسبة تتراوح بين 5% و10%.

2. الليرة التركية (TL)

ارتفع سعر صرف الليرة التركية بشكل طفيف (بمقدار +2 ل.س)، إلا أن تأثيرها في السوق السورية يبقى محدوداً نظراً لانخفاض التعامل التجاري المباشر بالعملة التركية باستثناء المناطق الشمالية القريبة من الحدود.

3. الجنيه المصري (EGP)

سجل الجنيه المصري زيادة طفيفة بمقدار +1 ل.س فقط، مما يعكس استقراراً نسبياً في العلاقة الاقتصادية بين العملتين، خصوصاً أن حجم التعاملات بين سوريا ومصر ليس كبيراً مقارنة بالدول الخليجية أو تركيا.

4. الريال السعودي (SAR)

شهد الريال السعودي ارتفاعاً ملحوظاً بمقدار +21 ل.س، وهو ما يتزامن مع زيادة التحويلات المالية من المغتربين السوريين في السعودية. ومع ارتفاع سعر الدولار، يتأثر الريال السعودي مباشرة نظراً لارتباطه الوثيق بالدولار الأمريكي.

5. الدينار الأردني (JOD)

ارتفع الدينار الأردني بمقدار +108 ل.س، وهو واحد من أكبر الارتفاعات اليومية ضمن العملات العربية، مما يعكس قوته النسبية واستقراره الإقليمي. كما يرتبط هذا الارتفاع بازدياد الطلب على الدينار في مناطق الجنوب السوري لتسوية تعاملات تجارية مع الأردن.

6. الدرهم الإماراتي (AED)

سجل الدرهم الإماراتي زيادة بمقدار +23 ل.س، وهو ارتفاع متزامن مع الريال السعودي نظراً لارتباط العملتين بسلة الدولار الأمريكي. ويُعتبر هذا الارتفاع عاملاً إضافياً في زيادة كلفة التحويلات من الإمارات إلى الداخل السوري.

7. الدينار الكويتي (KWD)

حقق الدينار الكويتي أعلى زيادة يومية بلغت +261 ل.س، ما يجعله من أقوى العملات العربية أمام الليرة السورية حالياً. ويُعد الدينار الكويتي من أكثر العملات استقراراً في المنطقة بسبب الفائض المالي والاحتياطات الكبيرة التي تملكها الكويت.

أسعار الذهب في سوريا (29 أكتوبر 2025)

تواصل أسعار الذهب الارتفاع مع تراجع الليرة السورية وارتفاع سعر الأونصة العالمية، مما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن ضد التضخم وتآكل القيمة الشرائية.

ختاماً

تدل المؤشرات الحالية على أن الليرة السورية ما زالت تواجه تحديات صعبة أمام العملات الأجنبية، رغم الجهود التي يبذلها مصرف سورية المركزي لضبط السوق وتحسين التدفق النقدي. ومع استمرار ارتفاع أسعار الذهب، يتضح أن المستثمرين والمواطنين على حد سواء يتجهون نحو الملاذات الآمنة للحفاظ على مدخراتهم.

إن الحلول الجذرية لاستقرار العملة تتطلب سياسات مالية صارمة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتخفيف الاعتماد على الاستيراد. كما يبقى من الضروري مراقبة تطورات السوق العالمية، وخاصة حركة الدولار وأسعار الطاقة، لما لها من تأثير مباشر على السوق السورية.