أهم 4 مؤشرات فنية لا غنى عنها لأي متداول | شرح مبسط وعميق

يعتمد المتداولون على أدوات تساعدهم في اتخاذ قرارات مدروسة وذكية. من بين هذه الأدوات، تبرز أربعة مؤشرات فنية يُعتبر فهمها واستخدامها أمرًا بالغ الأهمية لأي شخص يسعى لتحقيق نتائج ناجحة في السوق. هذه المؤشرات هي:
- مؤشر القوة النسبية RSI
- مؤشر الماكد MACD
- مؤشر TD Sequential (المعروف بـ TD9)
- نطاقات بولينجر Bollinger Bands
سنتناول كل مؤشر من هذه المؤشرات على حدة، موضحين طريقة عمله، إشاراته المهمة، وكيفية استخدامه بشكل عملي لتحسين قرارات الشراء والبيع.
أولاً مؤشر القوة النسبية RSI
يُعد مؤشر RSI (Relative Strength Index) من أكثر المؤشرات شيوعًا واستخدامًا، وهو يُصنَّف كمذبذب يعكس “قوة الزخم” في السوق، أي القوة النسبية بين عمليات الشراء والبيع خلال فترة زمنية محددة.

كيف يُفسّر هذا المؤشر؟
- عندما يكون RSI أقل من 30: يشير إلى حالة بيع مفرط، وقد تكون هناك فرصة لارتداد سعري نحو الأعلى.
- عندما يكون RSI أعلى من 70: يدل على حالة شراء مفرط، وقد تكون هناك بوادر تصحيح سعري أو هبوط.
- عندما يكون بالقرب من 50: يعني أن السوق يمر بحالة من التوازن أو عدم وضوح الاتجاه.
استخدام الخطوط الاتجاهية على مؤشر RSI
يمكن رسم خط اتجاه على الرسم البياني للمؤشر تمامًا كما تفعل مع السعر، وذلك لقياس زخم السوق:
- خط اتجاه صاعد: يُرسم بربط قيعان RSI المتصاعدة، وهو إشارة إيجابية على أن الزخم يتحسن.
- خط اتجاه هابط: يُرسم بربط القمم الهابطة للمؤشر، وهو دلالة على ضعف تدريجي في الزخم.

ماذا عن الانحراف أو الـ Divergence؟
يُعد الانحراف بين حركة السعر وحركة مؤشر RSI من الأدوات القوية للتنبؤ بانعكاسات السوق:
- الانحراف الإيجابي (Bullish Divergence): يظهر عندما يُسجّل السعر قيعانًا أدنى، بينما يُظهر RSI قيعانًا أعلى، مما يشير إلى احتمال بداية صعود.
- الانحراف السلبي (Bearish Divergence): يظهر عندما يُسجّل السعر قممًا أعلى، بينما يسجل RSI قممًا أقل، مما ينذر بضعف الاتجاه الصاعد وقرب الانعكاس.
ثانيًا مؤشر الماكد MACD – تعقّب الاتجاهات
مؤشر MACD (Moving Average Convergence Divergence) هو أداة تحليل فني تهدف إلى قياس العلاقة بين متوسطين متحركين للأسعار، ويُستخدم بكثرة للكشف عن الاتجاهات وتأكيدها.
مكونات مؤشر MACD
- خط MACD: الفرق بين متوسطين متحركين (عادة 12 و26 يومًا).
- خط الإشارة (Signal Line): عادة ما يكون متوسطًا متحركًا لـ9 أيام لخط MACD.
- الهيستوغرام: يوضح الفارق بين MACD وخط الإشارة، مما يساعد في رؤية قوة الاتجاه بصريًا.
كيفية قراءة MACD

- تقاطع صاعد: عندما يقطع MACD خط الإشارة من الأسفل إلى الأعلى، فهي إشارة على بداية اتجاه صاعد.
- تقاطع هابط: عندما يقطع MACD خط الإشارة من الأعلى إلى الأسفل، فهي علامة على اتجاه هابط محتمل.
- انفراج أو تقارب المتوسطات: كلما ازداد البُعد بين الخطين، زادت قوة الاتجاه.
الدمج بين RSI وMACD
عند استخدام هذين المؤشرين معًا، يمكن تعزيز دقة إشارات الدخول والخروج:
- إذا أعطى RSI إشارة تشبع بيع بالتزامن مع تقاطع MACD صاعد، تكون هذه إشارة دخول قوية.
- والعكس صحيح، عند تشبع شراء مع تقاطع MACD هابط.
ثالثًا مؤشر TD Sequential (أو TD9) انعكاسات السوق
مؤشر TD Sequential الذي طوّره “توم ديمارك” هو أداة متقدمة تساعد في تحديد نقاط الانعكاس المحتملة في السوق بدقة عالية. يُستخدم هذا المؤشر للكشف عن حالات “الإرهاق السعري” سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط.

كيف يعمل TD9؟
- إشارة شراء محتملة: إذا تم تكوين تسعة شموع متتالية، كل واحدة منها تُغلق بسعر أقل من إغلاق الشمعة الرابعة قبلها.
- إشارة بيع محتملة: إذا ظهرت تسعة شموع متتالية، كل منها تُغلق بسعر أعلى من إغلاق الشمعة الرابعة قبلها.
هذه الإشارات تساعد المتداول على التعرف على اللحظة المناسبة للخروج من صفقة أو الدخول في أخرى، خاصة عند التزامن مع إشارات مؤشرات أخرى مثل RSI أو MACD.
رابعًا نطاقات بولينجر قياس التقلّب وتوقّع الاختراقات
نطاقات بولينجر هي أداة فنية تقيس درجة تقلب الأسعار وتساعد في اكتشاف حالات الانفجار السعري أو التماسك.
مكونات نطاقات بولينجر
- المتوسط المتحرك البسيط (SMA): عادة 20 فترة.
- النطاق العلوي: SMA مضافًا إليه انحراف معياري (عادة 2).
- النطاق السفلي: SMA مطروحًا منه نفس الانحراف المعياري.
ما الذي تعنيه حركة السعر داخل هذه النطاقات؟
- الاقتراب من النطاق العلوي: قد يشير إلى حالة شراء مفرط أو محاولة لاختراق صاعد.
- الاقتراب من النطاق السفلي: قد يعكس حالة بيع مفرط أو اختراق هابط محتمل.
- الضغط (Squeeze): عندما تضيق النطاقات بشكل كبير، فإن هذا يُشير إلى تماسك قوي واستعداد لحركة عنيفة قادمة، إما صعودًا أو هبوطًا.

أشكال الانعكاس باستخدام البولنجر
- شكل W أو القاع المزدوج: يدل على نهاية اتجاه هابط وبداية صعود.
- شكل M أو القمة المزدوجة: يُشير إلى نهاية اتجاه صاعد وبداية هبوط.
ختامًا
الاعتماد على مؤشر واحد فقط قد يؤدي إلى قرارات غير دقيقة. لذلك، من الأفضل دومًا الجمع بين المؤشرات، مثل دمج RSI مع MACD وBollinger Bands أو استخدام TD9 لتأكيد نقاط التحول.
كل مؤشر له ميزته الخاصة:
- RSI يقيس الزخم والتشبع.
- MACD يُظهر التقاطعات وتغير الاتجاه.
- TD9 يحدد لحظة انعكاس السعر.
- Bollinger Bands تقيس التقلب وتُعطي إشارات اختراق محتملة.
من خلال فهم هذه المؤشرات الأربعة بشكل جيد واستخدامها معًا في تحليل السوق قبل ان تبدأ التداول، يصبح المتداول أكثر قدرة على قراءة الرسم البياني بثقة واتخاذ قرارات قائمة على منطق وتحليل دقيق.
ما هو أفضل مؤشر فني للمبتدئين؟
مؤشر RSI يُعد من أسهل وأوضح المؤشرات لفهم حالات الشراء والبيع المفرط، ويُفضَّل أن يبدأ به المتداولون المبتدئون.
هل يمكن استخدام أكثر من مؤشر في التحليل؟
نعم، يُنصح بدمج مؤشرات متعددة مثل RSI وMACD معًا للحصول على إشارات أكثر دقة وتقليل فرص التوقعات الخاطئة.
ما الفرق بين مؤشر MACD وRSI؟
مؤشر RSI يقيس الزخم وقوة الاتجاه، بينما MACD يعتمد على تقاطع المتوسطات المتحركة ويكشف عن تغيّر الاتجاهات بشكل أوضح.
هل مؤشرات التداول دقيقة بنسبة 100%؟
لا، لا توجد أي أداة فنية تضمن دقة 100%. لذلك يُفضل دائمًا استخدامها مع أدوات أخرى مثل التحليل الأساسي وإدارة رأس المال.
كيف أستفيد من مؤشر TD9 في التداول؟
TD9 يُستخدم للكشف عن نقاط الانعكاس المحتملة في الاتجاه، مما يساعد المتداول على توقيت الدخول والخروج من السوق بدقة أكبر.
ما دلالة “الضغط” في نطاقات بولينجر؟
الضغط يُشير إلى اقتراب نطاقات بولينجر من بعضها، وهو غالبًا ما يسبق حركة قوية للسعر سواء صعودًا أو هبوطًا.
هل هذه المؤشرات صالحة لجميع الأسواق؟
نعم، يمكن استخدام المؤشرات الفنية في أسواق العملات والأسهم والسلع والعملات الرقمية، مع ضرورة تعديل الإعدادات حسب السوق المستهدف.