الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو خفض الفائدة في سبتمبر

تشير التصريحات الأخيرة لكبيرة الاقتصاديين في شركة Nationwide Financial، كاثي بوستجانسيك، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Federal Reserve) قد يباشر في تخفيف سياسته النقدية اعتبارًا من سبتمبر 2025، وذلك استنادًا إلى التوجهات الاقتصادية الحالية. ووفقًا لتقرير نشره موقع Odaily، فإن التطورات المتوقعة في بيانات التضخم وسوق العمل خلال الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في توجيه قرارات الفيدرالي.

بوستجانسيك تتوقع أن يُقدم الفيدرالي على خفض تدريجي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من سبتمبر وأكتوبر وديسمبر، ما يشير إلى ثلاث خطوات متتالية من التيسير النقدي بنهاية العام. هذه التوقعات تعكس تراجع الضغوط التضخمية وظهور مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يعطي الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك نحو التيسير دون الإضرار باستقرار الأسعار.

مع ذلك، من المرجّح أن يعتمد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، نبرة حذرة في تصريحاته القادمة. إذ تشير التقارير إلى أن الفيدرالي قد يُقدم على خفض أولي في سبتمبر، لكنه في الوقت نفسه سيشدد على أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة بدء دورة خفض متواصلة، بل سيكون مشروطًا بتطورات الاقتصاد الكلي، لا سيما التضخم.

وفي حال طرأت مفاجآت على صعيد التضخم—مثل تسارع مفاجئ في مؤشر الأسعار الاستهلاكية أو ارتفاع أسعار الطاقة—فمن الممكن أن يوقف الفيدرالي مؤقتًا خطته لتخفيض الفائدة حتى تتضح الصورة.

تجدر الإشارة إلى أن الأسواق المالية بدأت بالفعل في تسعير سيناريو خفض الفائدة في سبتمبر، حيث انخفضت عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل خلال الأيام الماضية، بينما سجّل الدولار الأمريكي بعض التراجع أمام العملات الرئيسية. كما أبدت أسواق الأسهم تفاؤلًا حذرًا، مع ترقّب المتداولين لأي إشارات من باول خلال خطابه المرتقب في اجتماع جاكسون هول الشهر المقبل.

هذه التطورات تُعد ذات أهمية قصوى للمتداولين في أسواق الفوركس والأسهم و العملات الرقمية، حيث أن أي تغيير في مسار الفائدة الأمريكية من شأنه التأثير على السيولة، وتوجهات المستثمرين العالميين في المرحلة المقبلة.