إجماع الفيدرالي حول أسعار الفائدة يعيد تشكيل التوقعات الاقتصادية

في خطوة تعكس الحذر والترقب، كشفت محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الصادرة مؤخرًا عن إجماع واسع بين صانعي السياسة النقدية على الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية ضمن النطاق المستهدف، دون تغيير. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه التساؤلات في الأسواق المالية بشأن التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية وسط مؤشرات متباينة للاقتصاد الأمريكي.

إجماع على الاستقرار وسط الضبابية

بحسب ما نشره موقع Odaily، فقد أظهرت المحاضر أن جميع المشاركين في الاجتماع وافقوا على أن السياسة الحالية ملائمة، وأشاروا إلى ضرورة إبقاء سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند مستواه الحالي في الوقت الراهن. هذا النطاق المستهدف يقع حاليًا بين 5.25% و5.50%، وهو الأعلى منذ عام 2001.

ورغم أن بعض الأعضاء عبّروا عن قلقهم من ارتفاع التضخم في بعض القطاعات، إلا أن النظرة العامة كانت أن التقدم نحو هدف التضخم البالغ 2% لا يزال مستمرًا، وإن كان ببطء. وقد لفت عدد من الحاضرين إلى أن السعر الحالي للفائدة قد لا يكون أعلى بكثير من السعر المحايد — وهو المستوى الذي لا يحفّز النمو ولا يقيّده.

الأسواق تستجيب بحذر

أسواق الأسهم والسندات الأمريكية استجابت فورًا لصدور المحاضر، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم قليلًا نتيجة تراجع التوقعات بقيام الفيدرالي برفع جديد للفائدة في اجتماعه القادم. كما شهدت عوائد السندات الأمريكية تراجعًا طفيفًا، خاصة على السندات لأجل عامين، وهي الأكثر حساسية لتحركات أسعار الفائدة.

من جهة أخرى، فإن الأسواق الآجلة (Futures) لا تزال تسعّر احتمالية خفض للفائدة في الربع الأخير من 2025، ولكن بدرجة أقل حسمًا مما كانت عليه قبل أسبوعين، ما يعكس المزاج الحذر في أوساط المستثمرين.

تأثيرات على الدولار والعملات المشفرة

انعكس هذا التوجه أيضًا على أسعار صرف الدولار، حيث شهد بعض التراجع مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والين الياباني. أما على صعيد العملات الرقمية، فقد شهدت بيتكوين (BTC) وإيثريوم (ETH) استقرارًا نسبيًا، مع ارتفاع طفيف مدعوم بتراجع العوائد الحقيقية.

ويُذكر أن بورصة Binance وواجهاتها الإخبارية أظهرت اهتمامًا خاصًا بالمحضر، مشيرة إلى أن البيانات الأخيرة “تدعم فكرة توقف دورة التشديد النقدي في الوقت الحالي”، ما يعيد الأمل للمستثمرين في أسواق الأصول عالية المخاطر.

نظرة مستقبلية الحذر سيّد الموقف

يرى محللون من كبرى البنوك الاستثمارية مثل JP Morgan وGoldman Sachs أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على تغيير أسعار الفائدة حتى يتأكد من استقرار التضخم على مستويات قريبة من 2%. ومع ترقب صدور بيانات الوظائف والتضخم خلال الأسابيع المقبلة، ستلعب هذه البيانات دورًا محوريًا في قرارات السياسة النقدية.

خلاصة

توحي محاضر الفيدرالي الأخيرة بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة ترقب وانتظار أكثر من كونها مرحلة إجراءات حاسمة. وبينما يرحّب المستثمرون بالاستقرار النسبي، تبقى الأسواق حساسة لأي إشارة مستقبلية من الاحتياطي الفيدرالي.

📎 رابط مفيد لمتابعة تحديثات الفيدرالي
محاضر الفيدرالي – الموقع الرسمي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى