سعر صرف الليرة السورية والذهب اليوم 14 أكتوبر 2025

تواصل الليرة السورية مسارها المتذبذب أمام العملات الأجنبية مع استمرار التحديات الاقتصادية الداخلية والخارجية التي تواجه الاقتصاد السوري. فبعد أعوام من التراجع، أصبحت متابعة أسعار الصرف جزءاً أساسياً من المشهد الاقتصادي اليومي، لما لها من تأثير مباشر على الأسواق، والمعيشة، وحركة التجارة.
إن العلاقة بين سعر الليرة السورية وباقي العملات باتت معقدة، فهي تتأثر بعوامل عديدة، منها حجم السيولة في السوق، والسياسات النقدية، ومستوى الاستيراد والتصدير، إلى جانب التطورات الإقليمية والعالمية في أسعار الطاقة والذهب.
في هذا السياق، سنعرض آخر التحديثات في أسعار الصرف الرسمية وغير الرسمية ليوم الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025، مع تحليل لتوجه السوق وعلاقته بأسعار الذهب، ونربط ذلك بالمصادر الرسمية من مصرف سوريا المركزي الذي يُعد المرجع الأساسي للسياسة النقدية وتحديد القيم الرسمية للعملة المحلية.
أولاً: تحديث أسعار الصرف ليوم 14 أكتوبر 2025
شهدت الليرة السورية انخفاضاً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي مقارنة باليوم السابق، ما يعكس استمرار الضغط على سوق النقد الأجنبي.
وفيما يلي جدول يوضح أحدث أسعار الصرف المتداولة:
| العملة الأجنبية | سعر الشراء (ل.س) | سعر المبيع (ل.س) | التغير اليومي (بالليرة السورية) |
| الدولار الأمريكي (USD) | 11,490 | 11,540 | +20 |
| الليرة التركية (TRY) | 273 | 276 | +1 |
| الجنيه المصري (EGP) | 239 | 242 | +1 |
| الريال السعودي (SAR) | 3,061 | 3,077 | +6 |
| الدينار الأردني (JOD) | 16,198 | 16,276 | +17 |
| الدرهم الإماراتي (AED) | 3,125 | 3,142 | +6 |
| الدينار الكويتي (KWD) | 37,407 | 37,594 | +66 |
يتضح من الجدول أن جميع العملات الرئيسية تقريباً سجلت ارتفاعاً طفيفاً مقابل الليرة السورية، حيث ارتفع الدولار بمقدار 20 ليرة، كما ارتفع الريال السعودي بمقدار 6 ليرات، وهو ما يعكس ضعفاً مستمراً في القدرة الشرائية للّيرة أمام العملات الإقليمية والدولية.
ثانياً: مؤشرات الذهب في السوق السورية
يُعتبر الذهب أحد المؤشرات الأكثر حساسية في الاقتصاد السوري، إذ يرتبط سعره مباشرة بتقلبات العملة المحلية وسعر الدولار العالمي.
وفيما يلي أحدث الأسعار المسجلة في الأسواق المحلية ليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025:
| نوع الذهب | السعر (ل.س) | ملاحظات |
| غرام 18 قيراط | 1,152,000 | يُستخدم عادة في صناعة المجوهرات اليومية |
| غرام 21 قيراط | 1,343,000 | الأكثر تداولاً في السوق المحلية |
| غرام 24 قيراط | 1,529,000 | الأعلى نقاءً وقيمة |
| أونصة الذهب العالمية | 4,141.14 دولار | تتأثر مباشرة بسعر الدولار في البورصات العالمية |
من الواضح أن أسعار الذهب ارتفعت مع ارتفاع الدولار، وهو أمر طبيعي في ظل ضعف الليرة، إذ يتجه المواطنون إلى شراء الذهب كملاذ آمن للحفاظ على القيمة الشرائية.
ثالثاً: قراءة تحليلية في حركة السوق
- تأثير السياسة النقدية:
لا يزال مصرف سوريا المركزي يحاول ضبط السوق عبر سياسات متدرجة للحفاظ على استقرار سعر الصرف، لكن ضعف الإنتاج المحلي والعقوبات الاقتصادية يجعل تأثير هذه الإجراءات محدوداً. - تراجع العرض من العملات الأجنبية:
يعاني السوق من نقص في السيولة بالدولار واليورو، نتيجة تراجع التحويلات الخارجية وضعف الصادرات، مما يزيد الضغط على سعر الليرة. - الاعتماد على السوق الموازي:
في ظل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، يلجأ المواطنون والتجار إلى التعامل وفق الأسعار المتداولة في السوق الموازية، ما يخلق تفاوتاً كبيراً في تقييم الأسعار بين المحافظات. - انعكاس أسعار النفط والطاقة:
تشهد الأسواق العالمية ارتفاعاً في أسعار النفط، ما يزيد من تكاليف الاستيراد في سوريا ويؤثر بشكل غير مباشر على سعر الصرف المحلي. - العامل النفسي والتوقعات:
يتأثر المواطن السوري أيضاً بالعامل النفسي، حيث يؤدي القلق من تدهور العملة إلى تسارع الطلب على الدولار والذهب، مما يرفع الأسعار أكثر في دورة اقتصادية مغلقة يصعب كسرها دون تدخل فعال.
رابعاً: مقارنة مع الفترات السابقة
بمقارنة أرقام اليوم مع بداية شهر أكتوبر، يتبين أن الليرة السورية فقدت ما يقارب 0.3% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي خلال أسبوعين فقط، وهو معدل يعكس تدهوراً بطيئاً ولكن مستمراً.
كما يُلاحظ أن العملات الخليجية (الريال السعودي، الدرهم الإماراتي، والدينار الكويتي) حافظت على ارتفاع ثابت أمام الليرة، ما يشير إلى تأثير مباشر لارتباطها بالدولار الأمريكي.
من جهة أخرى، بقيت الليرة التركية والجنيه المصري في نطاق محدود من التذبذب أمام الليرة السورية، ما يعكس نوعاً من الاستقرار النسبي في العلاقات التجارية الإقليمية، خاصة بين سوريا وتركيا من جهة، وسوريا ومصر من جهة أخرى.
ختاماً
تشير بيانات اليوم إلى أن الليرة السورية تواصل تسجيل انخفاضات طفيفة ولكن متواصلة أمام العملات الأجنبية، إذ بلغ سعر الدولار 11,540 ليرة للمبيع، و11,490 ليرة للشراء، وهو ما يعكس تراجعاً جديداً في القيمة الشرائية.
كما أن ارتفاع الذهب المحلي بنحو طفيف يُعد مؤشراً إضافياً على استمرار الضغوط التضخمية، خصوصاً مع الزيادة في تكاليف المعيشة وأسعار السلع المستوردة.
وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن يبقى سعر الصرف متقلباً في المدى القريب، ما لم تحدث انفراجة اقتصادية أو سياسية تسمح بزيادة تدفق العملات الأجنبية إلى السوق.
لذلك، تبقى متابعة نشرات مصرف سوريا المركزي خطوة أساسية لكل من يهتم بالاقتصاد المحلي أو بالتجارة الخارجية، لضمان اتخاذ القرارات المالية على أسس واقعية ومدروسة.