سعر صرف الجنيه السوداني اليوم 9 أكتوبر 2025

تواصل الأسواق المالية السودانية تفاعلها مع المتغيرات الاقتصادية الداخلية والخارجية، وسط تذبذبٍ واضح في أسعار صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية. يأتي هذا التذبذب نتيجة مجموعة من العوامل، أبرزها تقلّب أسعار النفط عالميًا، وارتفاع تكاليف الواردات، إلى جانب تأثيرات التضخم المحلي والطلب المتزايد على العملات الأجنبية لتغطية الاحتياجات التجارية.

ورغم أن البنك المركزي السوداني يسعى إلى تحقيق قدر من الاستقرار عبر سياساته النقدية، إلا أن التفاوت بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي لا يزال قائمًا، وهو ما يجعل أسعار البنوك مؤشراً مهماً لمتابعة الاتجاه العام للجنيه السوداني.

وفي هذا السياق، نشر بنك أمدرمان الوطني نشرة أسعار الصرف اليومية، التي توضح آخر تحديثات أسعار العملات العالمية مقابل الجنيه السوداني، والتي تعكس صورة دقيقة عن الأداء النقدي في السوق المصرفي الرسمي.

أسعار الصرف (بنك أمدرمان الوطني)

قراءة تحليلية للأسعار

تُظهر البيانات ارتفاعًا طفيفًا في معظم أسعار العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي الذي تجاوز حاجز 2,518 جنيهًا للبيع، وهو ما يشير إلى استمرار الضغط على الجنيه السوداني. هذا الارتفاع يعكس تزايد الطلب التجاري والمصرفي على الدولار لتغطية الالتزامات الاستيرادية، إضافةً إلى ضعف المعروض النقدي من العملات الأجنبية داخل الجهاز المصرفي.

أما الريال السعودي والدرهم الإماراتي، فقد سجّلا استقرارًا نسبيًا مع ميل طفيف للارتفاع، نتيجة ارتباطهما بالدولار الأمريكي الذي يشهد قوة عالمية في الأسواق المالية مؤخرًا.

في المقابل، يُلاحظ ارتفاع سعر الدينار الكويتي والدينار البحريني بمستويات ملحوظة، نظرًا لقوّة هاتين العملتين ومتانة اقتصادهما مقارنة بالجنيه السوداني.

كما سجّل اليورو ارتفاعًا طفيفًا، مدفوعًا بتعافي محدود في العملة الأوروبية أمام الدولار خلال الأسبوع الجاري، في حين بقي الين الياباني عند مستويات شبه مستقرة، وهو ما يعكس تراجع الطلب عليه في السوق السودانية.

من ناحية أخرى، يُعتبر الروبل الروسي واليوان الصيني من العملات التي تحافظ على استقرار نسبي، نتيجة العلاقات التجارية المحدودة بين السودان وهاتين الدولتين مقارنة بدول الخليج وأوروبا.

أما الفرنك السويسري، فظل ثابتًا تقريبًا، وهو ما يُظهر محدودية التعاملات به داخل السوق المحلي، رغم مكانته كعملة ملاذ آمن عالميًا.

الاتجاه العام للجنيه السوداني

من خلال مقارنة الأسعار بشهر سبتمبر الماضي، يمكن ملاحظة أن الجنيه السوداني فقد نحو 1% من قيمته أمام الدولار الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار السلع المستوردة.

ويرجّح محللون اقتصاديون أن تشهد أسعار الصرف في الربع الأخير من العام الحالي تذبذبًا بين الارتفاع والانخفاض، تبعًا للتغيرات في الطلب على النقد الأجنبي وتدفق التحويلات من الخارج.

كما أن أي تحسّن في الصادرات السودانية – خاصة الذهب والمنتجات الزراعية – قد ينعكس إيجابيًا على استقرار العملة المحلية في المدى المتوسط.

خلاصة التحليل

يمكن القول إن بنك أمدرمان الوطني ما زال يُعد من أبرز المؤسسات المصرفية التي تقدّم مؤشرات دقيقة ومحدّثة عن أسعار الصرف في السودان، مما يجعله مرجعًا موثوقًا للمتعاملين في الأسواق المالية والتجارية.

ورغم استمرار الضغوط على الجنيه السوداني، فإن ضبط السياسات النقدية وتحفيز الإنتاج المحلي قد يسهمان في تحسين الأداء الاقتصادي على المدى البعيد.

وتبقى المتابعة اليومية لنشرات البنوك – مثل بنك أمدرمان الوطني – أداة مهمة لفهم حركة السوق واتجاهات العملة في ظل المتغيرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.