سعر صرف الجنيه السوداني اليوم 3 نوفمبر 2025

تواصل الأسواق المالية في السودان تحركاتها بين التذبذب والاستقرار الحذر، وسط ظروف اقتصادية معقدة تمر بها البلاد منذ أعوام، تتأثر فيها السياسة النقدية بشكل مباشر بعوامل متعددة، من بينها معدلات التضخم، حجم الكتلة النقدية، ومصادر النقد الأجنبي. ويُعتبر البنك المركزي السوداني، إلى جانب عدد من المصارف التجارية الكبرى مثل بنك أمدرمان الوطني، المرجع الأهم في تحديد اتجاهات السوق وتثبيت أسعار الصرف الرسمية.

في تداولات اليوم الإثنين الموافق 03 نوفمبر 2025، أصدر بنك أمدرمان الوطني (ONB) نشرة رسمية بأسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، عكست حالة استقرار نسبي في سعر الدولار الأمريكي وعدد من العملات الخليجية، مع تغيّرات طفيفة في بعض العملات الأوروبية والآسيوية. هذه المستويات تعكس سعي الجهاز المصرفي السوداني إلى تثبيت السوق والحفاظ على استقرار سعر العملة الوطنية، رغم التحديات الاقتصادية التي تشمل ضعف الاحتياطي النقدي وتذبذب تدفقات الصادرات.

ومن المعروف أن أسعار الصرف في السودان تخضع لمزيج من العوامل المحلية والدولية، حيث تلعب صادرات الذهب والسمسم والصمغ العربي دوراً أساسياً في تزويد السوق بالنقد الأجنبي، بينما تؤثر معدلات التضخم والعجز المالي في قيمة الجنيه. وفي هذا السياق، تأتي نشرة بنك أمدرمان الوطني لتعكس الأسعار المعتمدة لدى القطاع المصرفي الرسمي، والتي غالباً ما تُعتبر مرجعاً للمؤسسات التجارية والمستوردين.

جدول أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني – الإثنين 03 نوفمبر 2025

العملةسعر الشراء (جنيه سوداني)سعر البيع (جنيه سوداني)
الدولار الأمريكي (USD)2,500.00002,518.7500
الريال السعودي (SAR)666.6666671.6666
الجنيه الإسترليني (GBP)3,125.00003,148.4375
الدينار الكويتي (KWD)7,812.50007,871.0938
الدينار الأردني (JOD)3,526.00003,552.4450
الدينار البحريني (BHD)6,625.00006,674.6875
الريال العماني (OMR)6,493.50656,542.2078
الريال القطري (QAR)675.0000680.0625
الدرهم الإماراتي (AED)680.7352685.8407
الين الياباني (JPY)16.962817.0900
الفرنك السويسري (CHF)3,125.00003,148.4375
اليورو (EUR)2,900.00002,921.7500
الروبل الروسي (RUB)31.721931.9598
اليوان الصيني (CNY)348.4466351.0600

تحليل الاتجاهات الحالية:

تشير أسعار اليوم إلى أن الدولار الأمريكي استقر عند مستوى 2,500 جنيه للشراء و2,518 جنيه للبيع، وهو ما يعكس استقراراً نسبياً في السياسة النقدية للبنك المركزي السوداني.

أما الريال السعودي والدرهم الإماراتي فقد حافظا على أسعار شبه ثابتة، نتيجة توازن الطلب والعرض المرتبطين بحركة الاستيراد والتحويلات من العاملين في دول الخليج.

بينما أظهر الدينار الكويتي ارتفاعاً بسيطاً يعكس قوة العملة الخليجية أمام الدولار عالمياً.

على الصعيد الأوروبي، شهد اليورو والجنيه الإسترليني استقراراً مماثلاً، ما يشير إلى أن السوق السودانية لا تتأثر حالياً بتقلبات الأسواق العالمية بشكل مباشر، بقدر تأثرها بالعوامل المحلية كحجم السيولة والاحتياطي النقدي.

في المقابل، بقيت العملات الآسيوية مثل الين الياباني واليوان الصيني عند مستوياتها السابقة تقريباً، وهو ما يشير إلى أن العلاقات التجارية مع تلك الدول لم تشهد تغيّراً كبيراً خلال الأسبوع الأخير.

قراءة اقتصادية معمقة:

يمكن القول إن السياسة النقدية السودانية تمر بمرحلة “استقرار حذر”، إذ يسعى البنك المركزي والمصارف التجارية الكبرى إلى كبح التضخم والحفاظ على سعر صرف متوازن، عبر إجراءات تنظيمية مثل تقييد المضاربة في السوق السوداء ومراقبة حركة الصرافات.

غير أن التحدي الأكبر ما زال في تأمين احتياطي كافٍ من العملات الأجنبية لدعم الواردات الحيوية كالوقود والقمح، خاصة في ظل ضعف العائدات من الصادرات غير النفطية.

ومن المهم الإشارة إلى أن السودان يعتمد بشكل متزايد على صادرات الذهب كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، حيث تشكل أكثر من 60% من إجمالي الإيرادات الخارجية. إلا أن هذا القطاع يواجه بدوره تحديات تتعلق بالتهريب وضعف الضبط، مما يقلل من تأثيره الفعلي على استقرار الجنيه.

في الوقت نفسه، تسعى المصارف الوطنية مثل بنك أمدرمان الوطني إلى تعزيز الثقة في القطاع المصرفي المحلي عبر تقديم خدمات إلكترونية موسعة وتشجيع المواطنين على التعامل بالأنظمة الرسمية بدلاً من الأسواق غير المنظمة، في خطوة تهدف إلى تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والسوق الموازية.

التأثير على السوق المحلية:

استقرار الدولار حول مستوى 2,500 جنيه يمنح المستوردين رؤية أوضح لتقدير تكاليفهم، وهو ما يساعد نسبياً في تثبيت أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية، خصوصاً تلك المستوردة مثل القمح والزيوت والسكر.

لكن هذا الاستقرار يبقى هشاً، إذ يمكن لأي ضغط اقتصادي أو سياسي أن يدفع بالسوق نحو ارتفاع جديد، خصوصاً إذا تراجعت إمدادات النقد الأجنبي أو ارتفع الطلب التجاري مع قرب نهاية العام.

ختاماً

يُظهر تقرير اليوم الصادر عن بنك أمدرمان الوطني أن الجنيه السوداني يسجل استقراراً ملحوظاً أمام العملات الأجنبية، مع تغيّرات طفيفة لا تتجاوز الهامش الطبيعي للسوق.

هذا الاستقرار، وإن كان مؤقتاً، يعدّ مؤشراً إيجابياً على قدرة النظام المصرفي السوداني على امتصاص الصدمات قصيرة الأجل، ويُعطي الأسواق التجارية والمستوردين درجة من الثقة في استمرار الأسعار الحالية على المدى القريب.

غير أن التحديات الهيكلية لا تزال قائمة، خصوصاً في ما يتعلق بزيادة الإنتاج المحلي، وتحسين بيئة الاستثمار، وتعزيز تدفقات النقد الأجنبي، وهي العوامل الحقيقية التي يمكن أن تمنح الجنيه السوداني استقراراً طويل الأمد.

ويبقى من الضروري متابعة التحديثات اليومية من المصادر الرسمية، وعلى رأسها موقع بنك أمدرمان الوطني، الذي يُعدّ واحداً من أكثر المصادر موثوقية ودقة في السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى