سعر صرف الجنيه السوداني اليوم 12 أكتوبر 2025

يشهد الاقتصاد السوداني في الأشهر الأخيرة حالة من الترقب الحذر، في ظل الجهود الحكومية لإعادة الاستقرار النقدي عقب سنوات طويلة من التقلبات الحادة في سعر صرف الجنيه. فمنذ اعتماد سياسات جديدة تهدف إلى توحيد سعر الصرف وتعزيز الثقة في الجهاز المصرفي، بدأ السوق السوداني يُظهر مؤشرات محدودة على التحسن، رغم استمرار الضغوط التضخمية وتحديات التمويل الخارجي.
تأتي نشرة بنك أم درمان الوطني ليوم الأحد، 12 أكتوبر 2025 لتؤكد هذا الاتجاه النسبي نحو الاستقرار، حيث لم تشهد الأسعار تغييرات كبيرة مقارنة بالأيام السابقة، وهو ما يُعتبر إشارة إيجابية في سياق اقتصادي معقد يعتمد بدرجة كبيرة على حركة الاستيراد والصادرات الزراعية والذهب.
الجنيه السوداني ما زال يواجه تحديات كبيرة تتعلق بضعف الاحتياطيات الأجنبية وتراجع الصادرات، لكن الأداء الأخير يظهر نوعًا من الانضباط في السوق الرسمي، خصوصًا مع تزايد تعامل المواطنين عبر القنوات المصرفية بدلاً من السوق الموازي.
أسعار الصرف الرسمي – الأحد 12 أكتوبر 2025
صادر عن بنك أم درمان الوطني (ONB Sudan)
| العملة | سعر الشراء (جنيه سوداني) | سعر البيع (جنيه سوداني) |
| الدولار الأمريكي (USD) | 2,500.0000 | 2,518.7500 |
| الريال السعودي (SAR) | 666.6666 | 671.6666 |
| الجنيه الإسترليني (GBP) | 3,125.0000 | 3,148.4375 |
| الدينار الكويتي (KWD) | 7,812.5000 | 7,871.0938 |
| الدينار الأردني (JOD) | 3,526.0000 | 3,552.4450 |
| الدينار البحريني (BHD) | 6,625.0000 | 6,674.6875 |
| الريال العُماني (OMR) | 6,493.5065 | 6,542.2078 |
| الريال القطري (QAR) | 675.0000 | 680.0625 |
| الدرهم الإماراتي (AED) | 680.7352 | 685.8407 |
| الين الياباني (JPY) | 16.9628 | 17.0900 |
| الفرنك السويسري (CHF) | 3,125.0000 | 3,148.4375 |
| اليورو (EUR) | 2,925.0000 | 2,946.9375 |
| الروبل الروسي (RUB) | 31.7219 | 31.9598 |
| اليوان الصيني (CNY) | 348.4466 | 351.0600 |
🔗 المصدر الرسمي – بنك أم درمان الوطني
تحليل الاتجاه العام
تُظهر بيانات البنك أن الجنيه السوداني حافظ على استقراره مقابل معظم العملات الأجنبية، خصوصًا الدولار الأمريكي الذي ظل قريبًا من مستوى 2,500 جنيه للشراء، وهو سعر يعكس التوازن النسبي بين العرض والطلب في السوق الرسمي.
الاستقرار الحالي يمكن تفسيره بعدة عوامل:
- تحسن مستوى التدفقات النقدية من الصادرات:
شهدت صادرات الذهب والسمسم والصمغ العربي زيادة في الربع الثالث من عام 2025، ما أدى إلى تعزيز موارد النقد الأجنبي في البلاد ولو جزئيًا. - إجراءات البنك المركزي للحد من المضاربة:
واصل بنك السودان المركزي بالتنسيق مع المصارف المحلية، منها بنك أم درمان الوطني، فرض رقابة على سوق الصرف وتنظيم عمليات التحويل الخارجية، مما حد من نشاط السوق الموازي الذي كان يسبب اضطرابات كبيرة في السعر. - تراجع نسبي في الاستيراد:
نتيجة لسياسات التقشف وترشيد الاستيراد التي تبنتها الحكومة خلال العام، قلّ الضغط على الدولار، ما دعم بقاء الجنيه ضمن نطاق مستقر. - زيادة التعاملات الرسمية:
البنوك السودانية تشهد زيادة تدريجية في التعاملات الإلكترونية والمصرفية، وهو ما قلل من السيولة المتداولة خارج الإطار الرسمي وأسهم في ضبط حركة السوق.
مقارنة الأداء أمام العملات الخليجية
يتضح من الجدول أن الريال السعودي سجل سعر شراء قدره 666.66 جنيه وسعر بيع 671.66 جنيه، وهو استقرار ملحوظ مقارنة بالأسبوع الماضي، بينما بلغ الدرهم الإماراتي حوالي 680.73 جنيه للشراء، وهي مستويات قريبة جداً من أسعار الشهر السابق.
أما الدينار الكويتي فحافظ على مركزه كأعلى العملات قيمةً، إذ تجاوز حاجز 7,800 جنيه سوداني، ما يعكس مكانته القوية في أسواق الصرف الإقليمية.
هذا التماسك في أسعار العملات الخليجية يعكس ارتباطها المباشر بحركة الدولار الأمريكي الذي لا يزال يمثل العملة المرجعية في السوق السودانية.
أثر الأسعار على الاقتصاد المحلي
استقرار سعر الصرف يسهم في تهدئة الأسواق الداخلية ويمنح المستثمرين الثقة في بيئة الأعمال، خصوصاً مع اقتراب نهاية العام المالي.
لكن التحدي الأبرز يبقى ارتفاع الأسعار المحلية نتيجة للتضخم المستمر في السلع الغذائية والوقود، وهو ما يجعل الاستقرار النقدي غير كافٍ لتخفيف العبء المعيشي عن المواطنين ما لم تترافق السياسة النقدية مع إصلاحات إنتاجية حقيقية.
ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن استقرار الجنيه الحالي يظل هشًّا، إذ يمكن أن يتأثر بأي اضطرابات في السوق العالمية أو أي تغيّر في تدفقات الدعم الخارجي.
التوجهات المستقبلية
وفق توقعات المصارف المحلية، من المرجح أن يبقى الجنيه السوداني في نطاق (2,480 – 2,550 جنيه للدولار) خلال الأسابيع القادمة، إذا استمرت السياسات النقدية الحالية دون صدمات خارجية.
ويُنتظر أن تؤدي مبادرات الحكومة لتعزيز التحويلات عبر القنوات الرسمية إلى دعم إضافي للاستقرار النقدي في نهاية 2025، خصوصاً مع تزايد الاعتماد على المنصات المصرفية الإلكترونية مثل خدمة أونلاين بنك أم درمان الوطني.
ختاماً
تؤكد نشرة 12 أكتوبر 2025 أن الجنيه السوداني دخل مرحلة استقرار نسبي بفضل الإجراءات التنظيمية والسياسات النقدية الحذرة. ورغم أن مستوى السعر لا يزال مرتفعًا مقارنة بالسنوات السابقة، فإن الثبات الأخير يعكس تحسناً في إدارة السوق النقدي.
لكن لتحقيق تعافٍ مستدام، يحتاج السودان إلى زيادة الإنتاج المحلي وتوسيع الصادرات غير النفطية، إضافة إلى تعزيز الشفافية في النظام المالي لجذب الاستثمارات الخارجية.
يبقى بنك أم درمان الوطني من أبرز المؤسسات المالية الموثوقة التي تنشر بيانات دقيقة ومنتظمة عن أسعار الصرف الرسمية، ما يتيح للمتعاملين والمستثمرين رؤية أوضح لمجريات السوق.