ترامب يوافق على استحواذ نيبون ستيل على يو إس ستيل مقابل 14.9 مليار

في خطوة تاريخية تضع نهاية لجدل طويل استمر 18 شهرًا، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة على صفقة استحواذ شركة نيبون ستيل اليابانية على شركة يو إس ستيل الأمريكية مقابل 14.9 مليار دولار. الصفقة، التي كانت محل مراجعتين للأمن القومي الأمريكي ومثار جدل واسع من قبل النقابات والسياسيين، تأتي بعد توقيع الشركتين اتفاقية مع وزارة الخزانة الأمريكية لمعالجة المخاوف الأمنية الوطنية، وفقًا لتقرير رويترز بقلم ألكسندرا ألبر (المصدر: رويترز).

وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يسمح بإتمام عملية الاندماج، شريطة تنفيذ الشركتين التزاماتهما الأمنية. وبالفعل أعلنت نيبون ستيل ويو إس ستيل التزامهما، مؤكدتين عزمهما المضي قدمًا في الصفقة التي ستمنح نيبون ستيل ملكية كاملة لشركة الصلب الأمريكية العريقة.

الصفقة لا تتعلق فقط بعملية شراء، بل تشمل استثمارات ضخمة تقدر بـ 11 مليار دولار أمريكي بحلول 2028، بالإضافة إلى استثمارات إضافية بقيمة 3 مليارات دولار بعد 2028، وذلك لتطوير مصانع جديدة ومشاريع للبنية التحتية داخل الولايات المتحدة. هذا الاستثمار الهائل يهدف إلى تعزيز صناعة الصلب الأمريكية في مواجهة المنافسة الدولية والرسوم الجمركية المرتفعة التي تصل إلى 50% على واردات الصلب الأجنبية.

رغم ذلك، لم تُعلن أي تفاصيل حول “الحصة الذهبية” التي تعهّدت الشركتان بإصدارها لصالح الحكومة الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة حق الفيتو على قرارات الشركة مستقبلاً، خاصة في ظل تأكيدات سابقة من السيناتور ديفيد ماكورميك بأن الحصة ستضمن حماية المصالح الوطنية.

الصفقة التي وصفتها الحكومة اليابانية بأنها “نقلة نوعية” في الشراكة الاقتصادية بين طوكيو وواشنطن، تأتي في توقيت حساس قبيل قمة مجموعة السبع. وقال وزير الاقتصاد الياباني يوجي موتو: “نرحب بقرار الحكومة الأمريكية لأننا نعتقد أن الاستثمار سيعزز قدرات الابتكار في صناعة الصلب ويعمق شراكتنا الثنائية”.

في المقابل، أبدى بعض مستثمري نيبون ستيل مخاوفهم من التأثيرات المالية قصيرة الأجل لهذه الالتزامات الاستثمارية الضخمة. إلا أن الشركة ترى أن ترسيخ وجودها في الولايات المتحدة، أكبر سوق مستورد للصلب عالي الجودة، عنصر أساسي في استراتيجيتها للنمو العالمي وسط تصاعد التوترات التجارية.

الجدير بالذكر أن الصفقة واجهت عراقيل سياسية كبيرة، حيث عارضها كل من الرئيسين السابقين ترامب وبايدن خلال حملاتهما في ولاية بنسلفانيا، المعقل التاريخي لشركة يو إس ستيل. وبحسب رويترز، كان بايدن قد أوقف الصفقة في نهاية ولايته لأسباب أمنية، ما دفع الشركتين إلى الطعن قانونيًا في القرار. ومع إدارة ترامب الجديدة، أعيد فتح مراجعة الأمن القومي، ما مهد الطريق لإتمام الصفقة.

وبهذا الاستحواذ، تطوي نيبون ستيل ويو إس ستيل صفحة من الجدل السياسي والاقتصادي، وتفتحان صفحة جديدة تأمل فيها الشركتان تعزيز الصناعة الفولاذية الأمريكية واستعادة بريقها في السوق العالمي.

للمزيد من التفاصيل، يمكن الرجوع إلى التقرير الكامل من رويترز: اضغط هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى