سعر صرف الريال اليمني اليوم 10 ديسمبر 2025

يواصل الريال اليمني مسار التذبذب بين سوقي صنعاء وعدن، في انعكاس مباشر لحالة الانقسام الاقتصادي والنقدي بين المناطق اليمنية، وما نتج عنه من سياسات مالية مختلفة، وتعدد في الأوعية النقدية، وغياب موحد للسلطة النقدية. هذا التفاوت الواضح بين سعر الصرف في الشمال والجنوب أصبح جزءاً ثابتاً من المشهد الاقتصادي، حيث يُظهر الريال في صنعاء ثباتاً نسبياً نتيجة القيود المفروضة على تداول الطبعات الجديدة، بينما يعاني الريال في عدن من ضغوط متصاعدة مرتبطة بالسيولة، وتعدد مصادر الطباعة، وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية مقابل شحها.

تؤثر هذه الحالة المركبة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية: من أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، إلى التحويلات، مروراً بتكلفة الاستيراد، وصولاً إلى دخل الموظفين. كما تؤثر على حركة التجارة الداخلية، حيث تختلف القدرة الشرائية للمواطن في صنعاء عمّا هي عليه في عدن، وتنعكس هذه الفجوة مباشرة في أسعار الأسواق، ومستوى التضخم، واستقرار المعاملات المالية. وفي ظل غياب رؤية نقدية موحدة، تبقى أسعار الصرف هي المؤشر الأكثر وضوحاً على مزاج السوق وتوازن العرض والطلب.

جدول أسعار الصرف – الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي

المنطقةالدولار – شراءالدولار – بيعالريال السعودي – شراءالريال السعودي – بيع
صنعاء534 ريال536 ريال139.8 ريال140.2 ريال
عدن1628 ريال1644 ريال428 ريال431 ريال

تحليل وتفسير للأسعار الحالية

أولاً: أسعار الدولار في صنعاء

تسجل صنعاء اسعاراً منخفضة نسبياً للدولار، عند 534 ريال للشراء و536 ريال للبيع، وهو نطاق يعكس استقراراً نتج عن القيود المشددة التي تفرضها سلطات صنعاء على تداول العملة الجديدة، إضافة إلى التحكم الصارم في الكتلة النقدية وإجراءات تمنع انهيار السعر رغم الظروف الاقتصادية العامة. هذه السياسة خلقت نوعاً من الاستقرار الداخلي، لكنه استقرار غير مبني على وفرة نقدية أو نمو اقتصادي، بل على ظرف تنظيمي بحت.

ثانياً: أسعار الدولار في عدن

في المقابل يسجل الدولار في عدن 1628 للشراء و1644 للبيع، وهو رقم يعكس ضغطاً كبيراً في السوق نتيجة وفرة الكتلة النقدية المطبوعة حديثاً، وضعف الاحتياطيات الأجنبية، وزيادة الطلب على الدولار لأغراض الاستيراد والتجارة. الفارق الكبير بين صنعاء وعدن – الذي يتجاوز ثلاثة أضعاف السعر – أصبح سمة ثابتة للسوق اليمنية، ويؤثر بقوة على حركة التجارة وانتقال السلع بين المحافظات.

ثالثاً: الريال اليمني مقابل السعودي

في صنعاء يتم تداول الريال السعودي عند 139.8 للشراء و140.2 للبيع، وهي مستويات متطابقة تقريباً مع استقرار سعر الدولار هناك، نظراً لارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي.

أما في عدن، فيسجل الريال السعودي 428 للشراء و431 للبيع، وهو مستوى يعكس هشاشة السوق، حيث يتأثر السعودي مباشرة بارتفاع الدولار في المحافظات الجنوبية، إضافة لموجات المضاربة الموسمية، خصوصاً في مواسم السفر والتحويلات.

تأثير هذه الفوارق على الاقتصاد المحلي

الفجوة بين السوقين لا تؤثر فقط على أسعار السلع، بل تمتد إلى سلوك المستهلكين والتجار، وطريقة توزيع البضائع بين المناطق، وتكاليف الشحن، وفروق التحويلات بين المحافظات، مما يدفع الكثير من التجار إلى اتخاذ تسعيرات مزدوجة أو قائمة على مناطق معينة. كما ينعكس الأمر على التضخم، حيث ترتفع أسعار السلع المرتبطة بالدولار بشكل ملحوظ في عدن مقارنة بصنعاء.

مصدر رسمي موثوق

للحصول على النشرة الرسمية المعتمدة لتحديثات البنك المركزي اليمني، يمكن زيارة موقعه الرسمي:

البنك المركزي اليمني

هذا الموقع يوفر نشرات رسمية، تقارير اقتصادية، بيانات مالية، وقرارات السياسة النقدية.

ختاماً

تظهر بيانات 10 ديسمبر 2025 استمرار الانقسام الاقتصادي الواضح بين صنعاء وعدن، حيث يظل الريال مستقراً في صنعاء بسبب القيود النقدية، بينما يواصل فقدان قيمته في عدن نتيجة الضغوط المتراكمة على السوق. هذا الانقسام يعمق الفجوة الاقتصادية ويزيد من صعوبة ضبط الأسعار على المدى القريب. متابعة الأسعار الرسمية والسوقية أصبحت ضرورة لكل من يعمل في التجارة أو التحويلات أو يعتمد على دخل مرتبط بالعملة المحلية، خصوصاً مع غياب مؤشرات على استقرار قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى