سعر صرف الجنيه السوداني اليوم 30 نوفمبر 2025

تواصل الأسواق المالية في السودان حالة من التقلّب والتباين نتيجة الظروف الاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، سواء على صعيد السيولة النقدية أو حجم الطلب المتزايد على العملات الأجنبية. ومع افتتاح تداولات يوم الأحد – 30 نوفمبر 2025، أصدر بنك أمدرمان الوطني نشرة رسمية توضّح أسعار صرف أبرز العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، حيث تظهر الأرقام استمرار الضغوط على العملة المحلية وارتفاع أسعار عدد من العملات المرتبطة بالاقتصاد الإقليمي والدولي.

يعتمد السوق السوداني بدرجة كبيرة على حركة الاستيراد وتحويلات الخارج، لذلك تمثل أسعار العملات في البنوك التجارية مؤشراً مهماً على وضع الاقتصاد. وقد اتّضحت خلال الفترة الماضية فجوة بين السعر الرسمي والسوق الموازي، إلا أنّ نشرات البنوك لا تزال تُعد المرجع الأكثر موثوقية لعمليات البيع والشراء النظامية، خاصة للتجار والمستوردين والمؤسسات المالية.

كما يعكس استقرار بعض العملات وارتفاع أخرى مدى ارتباط السودان بمحيطه العربي والإفريقي، حيث يبرز أثر العملة الخليجية بشكل واضح نظراً لحجم التحويلات الكبيرة القادمة من دول الخليج. كذلك تلعب العملات العالمية مثل الدولار واليورو والجنيه الإسترليني دوراً رئيسياً في تحديد مسار الأسواق المحلية، وخاصة في قطاعَي الاستيراد والمواد الخام.

وبالنظر إلى نشرة بنك أمدرمان الوطني لهذا اليوم، نلاحظ وجود تباين في الأسعار بين العملات، فبعضها سجل ارتفاعات طفيفة، بينما بقيت أخرى عند مستوياتها السابقة. هذه التحركات تؤكد أن السوق في مرحلة حساسة تتطلّب مراقبة متواصلة، سواء من قبل التجار أو المواطنين، بهدف فهم اتجاهات السوق واتخاذ القرارات المالية المناسبة.

جدول أسعار الصرف – الأحد 30 نوفمبر 2025 (بنك أمدرمان الوطني)

للاطلاع على الأسعار الرسمية مباشرة من البنك:

بنك أمدرمان الوطني

الموجز التحليلي

توضح بيانات اليوم وجود حالة استقرار نسبي في سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني داخل النظام المصرفي، إذ حافظ الدولار على مستوى 2570 جنيهًا للشراء، وهو مستوى يعكس استمرار اعتماد السوق على الأسعار المنظمة داخل البنوك، رغم وجود اختلافات ملحوظة مع سعر السوق الموازي. هذا الاستقرار قد يكون مؤقتاً، خاصة مع استمرار الضغوط التضخمية وارتفاع تكاليف الاستيراد.

العملات الخليجية بدورها سجّلت أرقاماً مرتفعة نسبياً مقارنة بالأسابيع الماضية، ويُلاحظ أن الريال السعودي والدرهم الإماراتي والريال العُماني من أكثر العملات تأثيراً على السوق السوداني. ذلك لأنّ جزءاً كبيراً من الحوالات المالية وتحركات التجارة الخارجية ترتبط بدول الخليج، مما يجعل التغيّر في أسعارها ينعكس مباشرة على الأسعار المحلية للسلع الأساسية.

الدينار الكويتي حافظ على موقعه كأعلى العملات قيمة مقابل الجنيه السوداني، حيث بلغ سعر بيعه 8,091 جنيهًا، وهو ما يعكس قوته الدولية مقارنة بالعملات الأخرى. كذلك ارتفع الدينار البحريني والدينار الأردني، وهما من العملات المرتبطة عادة بضغوط السوق التجاري وأسعار السلع المستوردة.

أما العملات العالمية مثل الجنيه الإسترليني واليورو، فقد سجّلت مستويات مرتفعة مقارنة بالأشهر الماضية، وهو ما يزيد من تكلفة الاستيراد من الأسواق الأوروبية. ويظهر من الجدول أن سعر اليورو قد بلغ 3,016 جنيهًا للبيع، بينما وصل الجنيه الإسترليني إلى 3,236 جنيهًا، وهذه الأرقام تعكس تأثر السوق السوداني بالحركة العالمية للدولار واليورو معاً.

كما يظهر تحرّك الين الياباني والروبل الروسي واليوان الصيني، وهي عملات تُستخدم في جزء من التبادلات التجارية، خاصة في مجالات الآلات والمعدات وبعض المواد المستوردة من دول آسيا. واللافت أن الروبل واليوان يواصلان تسجيل تحركات طفيفة لكنها مؤثرة على بعض القطاعات التجارية في السودان.

بشكل عام، تُشير نشرة اليوم إلى استمرار ضعف الجنيه السوداني أمام معظم العملات، ما يعني احتمال استمرار الضغط على الأسعار الداخلية، خاصة في السلع المستوردة، ما لم تتحسن تدفقات النقد الأجنبي أو يتم اتخاذ إجراءات نقدية جديدة من قبل الجهات المعنية.

ختاماً

وفقاً لبيانات بنك أمدرمان الوطني، يتضح أن سوق الصرف في السودان ما زال يواجه ضغوطاً مستمرة تؤثر على توازن الأسعار. فقد حافظ الدولار والعملات العالمية على مستويات مرتفعة، بينما حافظت العملات الخليجية على تأثيرها الكبير في تحديد مؤشرات السوق المحلي.

تشير هذه التحركات إلى أن الاقتصاد السوداني يمر بمرحلة تتطلب التدخل المستمر من الجهات النقدية للحفاظ على الاستقرار النسبي، مع ضرورة مراقبة الأسعار يومياً خصوصاً للتجار والمستوردين. وفي ظل هذه الظروف، تبقى المصادر الرسمية — مثل بنك أمدرمان الوطني — هي المرجع الأكثر دقة لمتابعة أي تغييرات قد تؤثر على حركة السوق والقرارات المالية خلال الفترة القادمة.