سعر صرف الليرة التركية اليوم 22 أكتوبر 2025

تُعد الليرة التركية (TL) من أكثر العملات التي تشهد تقلبات حادة في الأسواق الإقليمية والعالمية خلال السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة تداخل عوامل داخلية وخارجية أثّرت على أدائها بشكل متواصل. فمن جهة، لا تزال السياسات النقدية التي ينتهجها البنك المركزي التركي تركز على السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة التي تجاوزت في فترات سابقة 60% سنويًا، ومن جهة أخرى، تتأثر العملة بالعجز التجاري الكبير، والضغوط على الاحتياطات الأجنبية، والمناخ السياسي والاقتصادي الذي ينعكس على ثقة المستثمرين.

منذ مطلع عام 2025، شهدت الليرة موجة جديدة من التراجع التدريجي أمام العملات العالمية، خصوصًا أمام الدولار الأمريكي واليورو، على الرغم من الزيادات المتكررة في أسعار الفائدة التي أقرّها البنك المركزي لمحاولة كبح التضخم وتحقيق استقرار نقدي. وبحسب مؤشرات السوق، فإن التراجع الأخير يعكس استمرار الطلب المرتفع على العملات الصعبة في السوق التركية إلى جانب انخفاض تدفقات النقد الأجنبي من القطاعات الإنتاجية والسياحية مقارنة بالتوقعات.

في المقابل، فإن الحكومة التركية تراهن على سياسات “الانضباط المالي” وتحفيز الصادرات وقطاع الصناعات التحويلية لتخفيف الضغط على العملة، إلا أن هذه الإجراءات تحتاج إلى وقت لتنعكس فعليًا في الأسواق. كما أن التطورات الجيوسياسية المحيطة بتركيا، مثل التوترات في الشرق الأوسط والتقلبات في أسعار الطاقة، تلعب دورًا مباشرًا في تحركات سعر الصرف اليومي.

أسعار صرف الليرة التركية اليوم (22 أكتوبر 2025)

العملةسعر الصرف مقابل الليرة التركية (TL)ملاحظات السوق
🇺🇸 الدولار الأمريكي1 USD = 42.00 TLاستمرار الضغط على الليرة رغم رفع الفائدة
🇪🇺 اليورو الأوروبي1 EUR = 48.59 TLالفارق الكبير مع الدولار يعكس قوة اليورو النسبي
🇮🇶 الدينار العراقي1 TRY = 32 IQDزيادة طفيفة مقارنة بالأسبوع الماضي
🇸🇾 الليرة السورية1 TRY = 277 SYPارتفاع تدريجي مع ضعف العملتين معًا

التحليل الاقتصادي والتأثيرات المحتملة

يشير استمرار ارتفاع سعر الدولار واليورو مقابل الليرة التركية إلى أن السوق لم تصل بعد إلى حالة الاستقرار النقدي المرجوة. ومع أن رفع أسعار الفائدة مؤخرًا قد أسهم في تهدئة بعض تقلبات الأسعار قصيرة الأمد، إلا أن الانعكاس الحقيقي لهذه السياسة يحتاج إلى فترات أطول لتقليص معدلات التضخم وتحفيز الثقة بالعملة المحلية.

كما أنّ ارتفاع كلفة الواردات بالدولار واليورو يؤدي إلى زيادة مباشرة في أسعار السلع داخل السوق التركية، خصوصًا السلع الاستهلاكية المستوردة والمواد الخام الصناعية. هذا بدوره يزيد الضغط على المستهلكين ويضعف القوة الشرائية، وهو ما تحاول الحكومة تعويضه عبر دعم الصادرات والسياحة.

من جانب آخر، تشير الأرقام إلى أن الليرة التركية لا تزال تحافظ على قدر من القوة الإقليمية مقارنة ببعض العملات المجاورة مثل الليرة السورية والدينار العراقي، حيث تُستخدم تركيا كمركز تجاري في المنطقة، ما يمنحها قدرة نسبية على جذب السيولة الأجنبية من دول الجوار.

إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تشهد الليرة تذبذبًا مستمرًا خلال الربع الأخير من العام، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الشتوية وتزايد الطلب على الدولار في الأسواق المحلية لتغطية الواردات الموسمية. ويعتبر المستثمرون أن أي استقرار فعلي في سعر الصرف سيتطلب انخفاضًا ملموسًا في التضخم وعودة الثقة بالسياسات النقدية طويلة الأمد.

رابط المصدر الرسمي

يمكن متابعة نشرات البنك المركزي التركي اليومية حول أسعار الصرف عبر الموقع الرسمي

ختاماً

تؤكد الأرقام الحديثة أن الليرة التركية ما زالت تواجه مرحلة حساسة من التذبذب، حيث واصلت الانخفاض أمام الدولار واليورو لتسجل 42.00 TL و48.59 TL على التوالي. ومع أن البنك المركزي يواصل رفع أسعار الفائدة ضمن استراتيجيته لمحاربة التضخم، إلا أن الأسواق لا تزال تبحث عن استقرار طويل الأمد. التحدي الأكبر يتمثل في تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وكبح التضخم، إذ إن كليهما مرتبط ارتباطًا مباشرًا بأداء الليرة. في الوقت ذاته، ما زال المستثمرون المحليون والأجانب يترقبون إشارات قوية على تحسن الاقتصاد الكلي قبل عودة الثقة الكاملة إلى العملة التركية.

وبناءً على الاتجاه الحالي، يُتوقّع أن تبقى الليرة تحت ضغط نسبي خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالية تحسّن محدود إذا استمر البنك المركزي في خطواته التشديدية وأبدت الأسواق تجاوبًا تدريجيًا مع سياساته النقدية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى