سعر صرف الريال اليمني اليوم 21 أكتوبر 2025

يشهد الاقتصاد اليمني في الآونة الأخيرة حالة من الترقب والاستقرار النسبي في سوق العملات الأجنبية، بعد أسابيع من التذبذب الذي ساد التعاملات المالية بين المحافظات الشمالية والجنوبية. ويُعد سعر صرف الريال اليمني أحد المؤشرات الحيوية التي تعكس الوضع الاقتصادي العام في البلاد، نظرًا لارتباطه المباشر بأسعار السلع والخدمات والتحويلات الخارجية.
فمع استمرار الانقسام المالي والإداري بين صنعاء وعدن، تتباين أسعار صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في السوق المحلية، حيث تختلف السياسات النقدية والقيود التنظيمية من منطقة لأخرى. ويأتي هذا في ظل بيئة اقتصادية معقدة تشهد ارتفاعاً في التضخم، وتراجعاً في الإنتاج المحلي، مع اعتماد كبير على الواردات التي تُسعَّر بالدولار الأمريكي والريال السعودي.
في هذا السياق، استقرت أسعار الصرف اليوم عند مستوياتها السابقة دون تغيّرات تُذكر، ما يشير إلى توازن نسبي بين العرض والطلب، مدعوماً بإجراءات رقابية مشددة من السلطات النقدية، وجهود ضبط الأسواق في كل من صنعاء وعدن.
أولاً: أسعار صرف الريال اليمني اليوم (الثلاثاء 21 أكتوبر 2025)
| المنطقة | العملة | سعر الشراء | سعر البيع |
| صنعاء | الدولار الأمريكي 🇺🇸 | 534 | 536 |
| عدن | الدولار الأمريكي 🇺🇸 | 1617 | 1629 |
| صنعاء | الريال السعودي 🇸🇦 | 139.9 | 140.2 |
| عدن | الريال السعودي 🇸🇦 | 425 | 427 |
ثانياً: قراءة تحليلية لأداء الريال اليمني
تُظهر الأرقام الحالية تبايناً واضحاً بين أسعار الصرف في صنعاء وعدن، وهو ما يعكس بجلاء الانقسام النقدي بين المنطقتين. ففي حين تحافظ العاصمة صنعاء على مستوى منخفض ومستقر نسبياً للدولار (534 – 536 ريالاً)، تشهد مدينة عدن، التي تُعد المركز المالي للحكومة، مستويات أعلى بكثير (1617 – 1629 ريالاً للدولار).
يُعزى هذا الفارق الكبير إلى عدة عوامل:
- السياسات النقدية المختلفة: حيث يعتمد كل بنك مركزي (في صنعاء وعدن) إجراءات مستقلة تتعلق بطباعة العملة وتوزيعها وتنظيم السيولة.
- التحكم في تداول العملات الأجنبية: إذ تفرض سلطات صنعاء قيوداً صارمة على بيع وشراء الدولار، ما يقلل الطلب عليه داخل السوق ويُبقي الأسعار منخفضة نسبياً.
- الطلب التجاري المرتفع في عدن: كونها مدينة ميناء رئيسية تُجرى عبرها معظم عمليات الاستيراد، وهو ما يرفع الحاجة إلى الدولار لتغطية الفواتير الخارجية.
- الفارق في الكتلة النقدية المتداولة: فوجود عملات جديدة في الجنوب مقابل عملات قديمة في الشمال خلق بيئتين نقديتين مختلفتين تماماً داخل البلد الواحد.
كما يُلاحظ أن الريال السعودي حافظ على استقراره في كلا السوقين، حيث سجّل في صنعاء (139.9 – 140.2 ريالاً)، وفي عدن (425 – 427 ريالاً). ويُعزى هذا الاستقرار إلى العلاقة الوثيقة بين العملتين، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من التحويلات القادمة من المغتربين اليمنيين في السعودية يُجرى بالريال السعودي، ما يعزز استقراره في السوق اليمنية.
ثالثاً: انعكاسات أسعار الصرف على الحياة الاقتصادية
استقرار أسعار الصرف لا يعني بالضرورة تحسن الوضع المعيشي، لكنه يشكل إشارة إيجابية مؤقتة تتيح قدراً من التوازن في الأسعار داخل الأسواق. ويمكن تلخيص أبرز الانعكاسات في النقاط التالية:
- أسعار السلع الغذائية: لا تزال مرتفعة في عدن والمناطق الجنوبية، نظراً لاعتماد معظم المستوردين على الدولار في تمويل وارداتهم، بينما تشهد الأسواق في صنعاء استقراراً نسبياً بفضل الرقابة على الأسعار.
- أسعار المشتقات النفطية: تتأثر مباشرة بسعر الصرف، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة استيراد الوقود، وهو ما ينعكس سريعاً على أسعار النقل والسلع.
- التحويلات المالية من الخارج: تُعتبر المنقذ الأهم للاقتصاد اليمني، إذ تساهم في تغطية احتياجات السوق من العملات الأجنبية ودعم ميزان المدفوعات، خاصة من المغتربين في السعودية ودول الخليج.
- التضخم المحلي: رغم ثبات الأسعار حالياً، فإن أي تراجع مفاجئ في قيمة الريال قد يؤدي إلى موجة تضخمية جديدة، ما يتطلب متابعة دقيقة من الجهات الاقتصادية المختصة.
رابعاً: التحديات الاقتصادية الراهنة
يواجه الاقتصاد اليمني جملة من التحديات التي تعيق استقرار سعر الريال، من أبرزها:
- غياب سياسة نقدية موحدة تربط بين سلطات صنعاء وعدن.
- محدودية الصادرات وتراجع الإيرادات العامة.
- ارتفاع تكاليف الاستيراد والاعتماد شبه الكامل على الخارج لتأمين السلع الأساسية.
- ضعف الثقة بالقطاع المصرفي نتيجة الانقسام المالي وتعدد أنظمة التحويل.
هذه التحديات تجعل من الصعب تحقيق استقرار دائم في سعر الصرف ما لم تُتخذ إصلاحات هيكلية جذرية تشمل توحيد السياسة النقدية وتفعيل أدوات الرقابة المالية وتعزيز موارد النقد الأجنبي.
ختاماً
يُمكن القول إن الريال اليمني يعيش حالة من التوازن الحذر في سوق الصرف خلال شهر أكتوبر 2025. فاستقرار الأسعار اليومي يعكس نجاحاً نسبياً للجهات المصرفية في ضبط السوق ومنع المضاربات، لكنه لا يُخفي هشاشة الوضع النقدي في ظل استمرار الانقسام الاقتصادي.
ومن المرجّح أن تبقى الأسعار ضمن هذا النطاق المستقر مؤقتاً ما لم تطرأ تغيّرات سياسية أو اقتصادية كبيرة على الساحة اليمنية أو الإقليمية.
إن تعزيز الثقة في العملة الوطنية يتطلب خطوات عملية تتمثل في دعم استقلال البنك المركزي، وضبط الكتلة النقدية، وتوحيد النظام المالي، وتشجيع التحويلات الخارجية عبر القنوات الرسمية. كما يُنصح المتعاملون في السوق بمتابعة النشرات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي اليمني لمواكبة أي تحديثات جديدة حول أسعار الصرف والسياسات النقدية.
وفي الختام، يظل استقرار الريال اليمني هدفاً وطنياً واقتصادياً حيوياً، لا يتحقق إلا بتكامل الجهود بين السلطات النقدية والقطاع المصرفي والمستثمرين المحليين للحفاظ على قيمة العملة وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني.