بريطانيا على أعتاب أزمة ديزل حادة بعد إغلاق مصفاة Lindsey

ضربة قاسية لأمن الطاقة وارتفاع مرتقب في الأسعار. في تطور يهدد استقرار سوق الطاقة في المملكة المتحدة، أعلنت شركة Prairie Energy المالكة لمصفاة Lindsey رسميًا تقدمها بطلب إفلاس في 29 يونيو 2025، ما أدى إلى إيقاف العمل في واحدة من آخر المصافي الكبيرة المتبقية داخل بريطانيا.

تُعد مصفاة Lindsey، الواقعة في شمال شرق إنجلترا، من أهم منشآت تكرير النفط في البلاد، بقدرة إنتاجية تصل إلى 108,000 برميل يوميًا، وتحديدًا من وقود الديزل المستخدم بكثافة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية والتدفئة في الشتاء.

فجوة ضخمة في الإمدادات

بإغلاق المصفاة، يُتوقع أن يرتفع عجز المملكة المتحدة من الديزل إلى 30,000 برميل يوميًا، وهو ما سيزيد الضغط على الحكومة لتأمين بدائل عاجلة.
بريطانيا تعتمد أصلًا على الاستيراد لتغطية أكثر من 60% من احتياجاتها من وقود الديزل، مع اعتماد كبير على الإمدادات من هولندا، ألمانيا، دول البلطيق، والسوق الآسيوي.

الأسباب وراء الإفلاس

تعود أسباب إفلاس الشركة المشغلة للمصفاة إلى مزيج من الضغوط الاقتصادية والتشريعات البيئية الصارمة، إضافة إلى تقلّبات سوق الطاقة في أوروبا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
• ارتفاع تكاليف التشغيل
• ضعف هوامش الربح
• تأخير تحديثات السلامة والبيئة
كلها عوامل ساهمت في اتخاذ قرار الإغلاق النهائي.

🔍 التأثيرات الاقتصادية المحتملة

1. أسعار الوقود:
من المتوقع أن ترتفع أسعار الديزل بشكل حاد مع اقتراب الشتاء، وقد يشهد السوق المحلي تقلبات كبيرة بفعل زيادة التكاليف اللوجستية.

2. سلاسل الإمداد:
ستُواجه شركات النقل والشحن البري في بريطانيا ضغوطًا إضافية، مما قد يؤدي إلى تأخير عمليات التسليم وارتفاع كلفة النقل الداخلي.

3. التضخم العام:
ارتفاع أسعار الديزل سينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية والخدمات، ما قد يؤدي إلى موجة تضخمية جديدة تُصعّب من مهمة بنك إنجلترا في السيطرة على الأسعار.

4. الأمن الطاقي:
إغلاق Lindsey يقلّص قدرة بريطانيا على الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية، ويزيد من هشاشة أمنها الطاقي أمام أزمات الاستيراد أو الأزمات الجيوسياسية في الشرق الأوسط أو أوروبا.

إلى أين تتجه الحكومة؟

في ظل هذه المستجدات، يُتوقع أن تتخذ الحكومة البريطانية خطوات عاجلة تشمل:
• توقيع اتفاقيات استيراد جديدة بأسعار تفضيلية
• تحرير جزء من الاحتياطي النفطي الوطني
• تسريع مشاريع الطاقة البديلة والوقود الحيوي لتقليل الاعتماد على الديزل التقليدي

الخلاصة

إغلاق مصفاة Lindsey لا يُعد حدثًا عابرًا، بل يمثل تغييرًا جوهريًا في مشهد الطاقة البريطاني. هذه الخطوة قد تفتح الباب لأزمات متلاحقة في سلسلة التوريد، وقد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الحياة بشكل ملحوظ في الأشهر القادمة.
يبقى السؤال: هل تستطيع بريطانيا تعويض هذا الفاقد سريعًا؟ أم أننا أمام شتاء بريطاني أكثر تكلفة؟

📎 لمتابعة آخر التطورات الرسمية من وزارة الطاقة البريطانية:
gov.uk/government/energy

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى