إقتصاد عربي

الشركات الخليجية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط لعام 2025 |وتصدر أرامكو السعودية

في كل عام، ينتظر المتابعون في عالم الأعمال والتسويق بشغف تقرير “براند فاينانس” Brand Finance، الذي يكشف عن ترتيب الشركات الخليجية الأعلى قيمة في مختلف مناطق العالم. وفي نسخة 2025 من التقرير، جاءت منطقة الشرق الأوسط لتكشف عن تحولات وتوجهات استراتيجية تعكس القوة الاقتصادية لدول الخليج، خاصة السعودية والإمارات.

وتبرُز من خلال هذا التقرير أسماء شركات تُعد واجهات وطنية في بلدانها، ليس فقط بقيمتها السوقية، بل أيضًا بأثرها الإقليمي والعالمي.

أرامكو.. زعيم الشركات الخليجية الأعلى قيمة

تربعت شركة أرامكو السعودية على قمة الشركات الخليجية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط لعام 2025، بقيمة مذهلة بلغت 41.7 مليار دولار، بحسب تقرير “براند فاينانس”. هذه القيمة الهائلة تعكس حجم أرامكو الهائل ليس فقط في قطاع الطاقة، ولكن أيضًا كرمز وطني يعكس ثقل الاقتصاد السعودي عالميًا.

الشركات الخليجية الأعلى قيمة

يمثل تصدر أرامكو للتصنيف امتدادًا لريادتها في السنوات السابقة، مع تزايد تأثيرها في السوق العالمي للنفط والغاز، وجهودها في التحول نحو الطاقات المستدامة والاستثمار في التقنيات النظيفة. وتؤكد هذه المكانة أيضًا مدى نضوج استراتيجيات أرامكو في بناء علامة تجارية قوية ومستدامة.

أدنوك.. المركز الثاني ونفوذ متصاعد في الطاقة

جاءت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في المرتبة الثانية بقيمة 19 مليار دولار. وتُعد أدنوك من أهم اللاعبين في قطاع الطاقة إقليميًا ودوليًا، ولا يُخفى عن المراقبين الدور الذي تلعبه الإمارات في تعزيز حضورها عبر هذه الشركة العملاقة، من خلال الاستثمارات الضخمة، والتوسع في الطاقة المتجددة، وتطوير التقنيات الذكية في استخراج النفط.

اللافت أن المسافة بين أرامكو وأدنوك من حيث القيمة ما تزال كبيرة، ولكن هذا لا يُنقص من دور أدنوك الاستراتيجي في إعادة تشكيل خريطة الطاقة بمنطقة الخليج.

الاتصالات السعودية (STC).. الريادة في القطاع الرقمي

احتلت شركة الاتصالات السعودية STC المركز الثالث بقيمة 16.1 مليار دولار، لتثبت أن قطاع الاتصالات في السعودية يسير بخطى متسارعة نحو التحول الرقمي والابتكار.

STC لم تعد مجرد مشغل تقليدي لخدمات الهاتف والإنترنت، بل باتت منصة رقمية متكاملة تُقدم حلولًا في الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، والتقنيات المالية (FinTech). وقد ساهم هذا التنويع في تعزيز علامتها التجارية وجعلها إحدى أغلى العلامات في الشرق الأوسط.

صعود الاتصالات الإماراتية (e&) ومنافسة شرسة

في المرتبة الرابعة، جاءت شركة e& (اتصالات سابقًا) الإماراتية بقيمة بلغت 15.3 مليار دولار، ما يضعها على مقربة شديدة من STC، ويكشف عن منافسة محتدمة بين قطبي الاتصالات في الخليج.

استراتيجية e& الجديدة بالتحول إلى شركة تقنية عالمية تركّز على الابتكار والتحول الرقمي، ساعدت في ترسيخ اسمها في أسواق جديدة، وزيادة قيمتها السوقية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

البنوك في قلب المعادلة الاقتصادية

تواجد البنوك في قائمة أغلى الشركات الخليجية في الشرق الأوسط لم يكن مفاجئًا، إذ جاء بنك قطر الوطني في المركز الخامس بقيمة 9.4 مليار دولار، يليه بنك الإمارات دبي الوطني بقيمة 7.5 مليار دولار.

ويُعزى هذا الحضور القوي إلى أداء البنوك الإقليمي، وثقة الأسواق بها، واستثماراتها في الحلول المالية الرقمية، ما أدى إلى رفع مكانتها في التصنيف العالمي.

الطيران والنفط الكويتي يدخلان المشهد

برزت أيضًا طيران الإمارات بقيمة 7.3 مليار دولار، باعتبارها واحدة من أكثر الشركات الخليجية شهرة وتميزًا على مستوى العالم في قطاع الطيران، حيث لا تزال الشركة تحتفظ بصورة فاخرة وموثوقة في أذهان المستهلكين، رغم التحديات العالمية مثل كوفيد-19.

كما دخلت مؤسسة البترول الكويتية التصنيف بقيمة 4.7 مليار دولار، لتؤكد أن الكويت لا تزال لاعبًا مؤثرًا في قطاع الطاقة، رغم المنافسة الشديدة من دول الجوار.

البنوك السعودية.. منافسة محلية شرسة

شهدنا أيضًا وجود مصرف الراجحي بقيمة 5.5 مليار دولار والبنك الأهلي السعودي بقيمة 4.9 مليار دولار، ما يعكس اشتداد المنافسة بين البنوك السعودية في جذب شريحة متزايدة من العملاء، وتعزيز الانتشار الإقليمي، والابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية.

نظرة تحليلية لماذا تتفوق هذه الشركات؟

العلامات التجارية الأعلى قيمة ليست فقط تلك التي تحقق أرباحًا عالية، بل هي التي تتمكن من بناء علاقة عاطفية وثقة مستدامة مع جمهورها، من خلال:

  • الاستثمار في الابتكار والتحول الرقمي
  • تقديم تجربة عملاء فريدة
  • الحفاظ على الشفافية والمسؤولية الاجتماعية
  • التوسع خارج السوق المحلي

وتشير نتائج التقرير إلى أن الشركات في الخليج أصبحت تدرك أهمية بناء هوية تجارية قوية، وليس فقط الاعتماد على الموارد الطبيعية أو السوق المحلي.

ما الذي يمكن أن نتعلمه من هذا التصنيف؟

يُظهر تصنيف 2025 مدى التحول الكبير في استراتيجيات الشركات الخليجية الكبرى بالمنطقة، حيث باتت العلامة التجارية عنصرًا استراتيجيًا يعادل الأصول المادية، بل ويتفوق عليها في بعض الأحيان.

كما أن هذا التصنيف يسلط الضوء على القطاعات التي تمثل “قوة ناعمة” للدول، مثل الطاقة، الاتصالات، البنوك، والطيران، ويؤكد أن الحفاظ على قيمة العلامة يتطلب استمرارية في الابتكار والتواصل مع الجمهور.

ختامًا

تتصدر أرامكو المشهد بقوة في 2025، لكن المنافسة تتزايد من لاعبين كبار مثل أدنوك وSTC وe&، وهو ما يشير إلى مشهد اقتصادي متغير وسريع الإيقاع.

من هنا، تصبح متابعة تطورات هذه الشركات الخليجية أمرًا ضروريًا لفهم توجهات السوق، خاصة للمستثمرين ورواد الأعمال والباحثين عن فرص في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى