الأسهم العالمية

بعد إيقاف رسوم ترامب الجمركية الأسهم والدولار ترتفع وتسجل أرقام جديدة

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال الأسبوع الأخير تحولات مفاجئة، عقب صدور حكم قضائي أميركي أوقف تنفيذ رسوم ترامب الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب في أبريل الماضي. القرار أثار ارتياحاً واسعاً في أوساط المستثمرين، وأسهم في تعزيز أداء الأسهم ورفع الدولار مقابل عملات الملاذ الآمن، بينما سجل الذهب والنفط تحركات متباينة بين الصعود والهبوط. في هذا المقال، نستعرض تحليلًا شاملًا لارتفاع الأسهم والدولار وتأثيرات القرار القضائي من جميع الجوانب.

ما خلفيات رسوم ترامب الجمركية؟ ولماذا أوقفتها المحكمة؟

في الثاني من أبريل 2025، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على واردات من شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها عودة لسياسات الحماية التجارية التي طبّقها في فترته الرئاسية الأولى. برر ترامب قراره بحماية الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص العمل، لكنه واجه معارضة قانونية شديدة.

إيقاف رسوم ترامب الجمركية

وبحسب رويترز، في 28 مايو، قضت محكمة التجارة الدولية في مانهاتن بأن هذه الرسوم غير قانونية، مؤكدة أن ترامب تجاوز صلاحياته التنفيذية، وأن سلطة فرض الرسوم تقع في الأساس ضمن اختصاص الكونغرس، وليس الرئيس بشكل منفرد.

كيف استجابت الأسواق لقرار المحكمة؟

فور صدور القرار، قفزت مؤشرات الأسهم العالمية، خاصة في آسيا وأوروبا، حيث تخلّص المستثمرون من بعض المخاوف التي أثارتها السياسات الحمائية.

  • ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.6%، بينما صعد مؤشر ناسداك بنسبة 2%.
  • في آسيا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 1.7%، وقفزت الأسهم الكورية بنسبة 1.8% إلى أعلى مستوياتها خلال تسعة أشهر.
  • مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان صعد بنسبة 0.5%، بينما ارتفع مؤشر CSI300 الصيني بنسبة 0.6%.
  • العقود الآجلة لمؤشرات أوروبا، مثل EUROSTOXX 50 وDAX الألماني وFTSE البريطاني، حققت مكاسب قوية تراوحت بين 0.8% و1.3%.

هذا الارتفاع المفاجئ يعكس تحسن شهية المستثمرين نحو المخاطرة بعد إزالة أحد أكبر مصادر القلق، المتمثل في تصعيد الحرب التجارية.

الدولار ينتعش.. على حساب عملات الملاذ الآمن

من أبرز التحركات اللافتة في الأسواق كان ارتفاع الدولار الأميركي، الذي استفاد من تراجع المخاوف وزيادة تدفقات رؤوس الأموال نحو الأصول الأميركية.

هذا الارتفاع يشير إلى أن المستثمرين بدأوا يراهنون على تحسّن اقتصادي نسبي في الولايات المتحدة، ويقلصون من تعرضهم للعملات الآمنة مثل الفرنك والين.

الذهب والنفط.. تباين في الأداء

بالتوازي مع ارتفاع الدولار، تراجع الذهب بنسبة 0.5% إلى 3271 دولارًا للأوقية، وهو تحرك طبيعي في ظل تراجع الطلب على الأصول الآمنة.

أما أسعار النفط، فقد واصلت ارتفاعها نتيجة لتقارير عن تشديد محتمل للإمدادات:

  • ارتفع خام برنت 96 سنتًا ليصل إلى 65.87 دولارًا للبرميل.
  • صعد الخام الأميركي دولارًا واحدًا إلى 62.84 دولارًا.

ويأتي هذا الصعود أيضًا في ظل قرار أوبك+ بالإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير، ومنع الولايات المتحدة لشركة شيفرون من تصدير النفط الفنزويلي، ما عزز المخاوف بشأن المعروض العالمي.

Nvidia تتصدر المشهد في وول ستريت

من الأخبار اللافتة التي دعمت الأسواق أيضًا، كان أداء شركة Nvidia التي فاقت توقعات الإيرادات، وأعلنت عن نتائج قوية لربعها المالي الحالي.

  • ارتفعت أسهم Nvidia بنسبة 4.4% بعد ساعات التداول.
  • هذا الصعود جاء رغم أنباء عن قيود أميركية جديدة تمنع شركات التكنولوجيا من بيع بعض أدوات تصميم أشباه الموصلات للصين.

وقد ساهم هذا التناقض في دعم السوق عمومًا، حيث راهن المستثمرون على قدرة الشركات التقنية الكبرى على التكيّف مع البيئة التنظيمية المتغيرة.

هل انتهى خطر الرسوم الجمركية؟

رغم التفاؤل، حذر محللون من أن الطريق لا يزال غير مضمون:

  • أشار جولدمان ساكس إلى أن القرار القضائي لا يمنع فرض رسوم قطاعية محددة.
  • لا تزال هناك مسارات قانونية أخرى قد يستغلها ترامب أو أي إدارة لاحقة لإعادة فرض رسوم جمركية مشددة.
  • البيت الأبيض سارع بالفعل باستئناف الحكم، وقد يرفع القضية إلى المحكمة العليا.

بالتالي، فإن الأسواق لا تزال تتعامل مع الملف بحذر، وتدرك أن أي تغيّر سياسي قد يعيد التصعيد مجددًا.

توقعات الفائدة تحت المجهر

قرار المحكمة والبيئة الاقتصادية العامة أثّرا أيضًا على توقعات السياسة النقدية الأميركية:

  • ارتفعت العائدات على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.51%.
  • قلّصت الأسواق احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث تراجعت فرص خفض في يوليو إلى 22% فقط، بينما بلغت 60% في سبتمبر.

يعود ذلك إلى محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، والذي أشار إلى استمرار المخاوف بشأن التضخم، خاصةً في ظل الرسوم الجمركية التي قد ترفع التكاليف على المستهلكين.

ختامًا

يمكن القول إن قرار المحكمة بإيقاف رسوم ترامب الجمركية شكّل نقطة تحول مؤقتة للأسواق العالمية، ودفع بأسعار الأسهم والدولار إلى الأعلى، لكنه لا يضمن بشكل نهائي نهاية الحروب التجارية.

التفاؤل السائد حاليًا قد يواجه عراقيل قانونية أو سياسية جديدة، خاصة إذا ما استمرت الإدارة الأميركية في البحث عن طرق بديلة لفرض رسوم جمركية، أو شهدت الانتخابات القادمة عودة للخطاب الحمائي.

لكن في المجمل، فإن ردّة فعل الأسواق تشير إلى رغبة قوية لدى المستثمرين في تجاوز حالة عدم اليقين التجاري، والتركيز على الأساسيات الاقتصادية القوية مثل أرباح الشركات، خاصة في قطاع التكنولوجيا.

أبرز الأسئلة الشائعة حول رسوم ترامب الجمركية

ما هي رسوم ترامب الجمركية؟ ولماذا أُثيرت من جديد؟

رسوم ترامب الجمركية تشير إلى الضرائب التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على واردات بعض الدول، وخاصة الصين، في إطار سياسة “أمريكا أولًا”. هذه الرسوم عادت إلى الواجهة بعد أن سعى ترامب لفرض تعريفات شاملة في أبريل 2025 على خلفية ما سمّاه “يوم التحرير التجاري”، إلا أن محكمة أمريكية أوقفت تنفيذها بحجة أنها تتجاوز الصلاحيات الرئاسية.

ما تأثير إيقاف الرسوم الجمركية على الأسواق المالية؟

قرار المحكمة الأمريكية بإيقاف تنفيذ الرسوم الجمركية أحدث ارتياحًا في الأسواق العالمية، فارتفعت الأسهم الآسيوية والأمريكية، كما تحسنت شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وانخفضت عملات الملاذ الآمن كاليَن والفرنك السويسري، مقابل صعود الدولار.

هل يؤثر القرار القضائي على سلطة ترامب المستقبلية لو عاد للرئاسة؟

نعم، إذ يُضعف القرار من حجج ترامب القانونية في استخدام سلطات الطوارئ لفرض تعريفات جمركية، ويعزز دور الكونغرس في تنظيم السياسة التجارية. لكن بالمقابل، ما زالت هناك طرق قانونية أخرى يمكن استخدامها لفرض رسوم محددة.

هل ستؤثر هذه الأحداث على قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة؟

نعم، إذ أشار محضر اجتماع الفيدرالي إلى مخاوف من استمرار التضخم بسبب الرسوم الجمركية. وإذا تم إلغاء الرسوم بالكامل، فقد يُقلّل ذلك من الضغوط التضخمية، لكن حتى الآن، ما تزال الأسواق ترجح بقاء أسعار الفائدة دون تغيير على المدى القصير.

ما احتمالية فرض رسوم جديدة مستقبلًا؟

رغم الحكم القضائي، لا تزال هناك احتمالات بفرض رسوم بديلة عبر طرق قانونية أخرى، ما يعني أن الخطر لم يختف تمامًا. لكن القرار القضائي أعاق التنفيذ السريع وخفف من وتيرة التصعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى