إقتصاد عربي

أرباح الشركات المدرجة في (السوق السعودي) خلال الفصل الرابع من عام 2025

يشهد السوق السعودي تغيّرات مهمة في بيئة الأعمال والتشغيل، حيث تتأثر الشركات بتقلبات الطلب، ارتفاع تكاليف التمويل، ضغوط الهوامش، وكذلك بتوجيهات التحوّل نحو الاقتصاد غير النفطي. على سبيل المثال، تقرير تقييم أرباح الربع الرابع من 2024 توقّع نموّاً متواضعاً في الإيرادات في بعض القطاعات، فيما كانت الهوامش متأثرة بارتفاع تكاليف المواد الخام والطاقة.

كما أظهرت بيانات لبعض الشركات أن نتائج 9 أشهر من 2025 أبلغت عن انخفاض في الأرباح أو خسائر في بعض الحالات.
لذا فإن تحليل نتائج الربع الرابع 2025 يجب أن يُقرأ في ظل هذه الضغوط: بيئة نمو أقل، هوامش أضيق، وحاجة أكبر للكفاءة التشغيلية.

نتائج أرباح الشركات في السوق السعودي

شركة إعمار

أعلنت إعمار نتائجها المالية للربع الثالث من 2025، حيث سجلت صافي خسارة بلغت 135 مليون ريال، مقارنة بخسارة قدرها 459 مليون ريال في الربع المماثل من العام السابق، وبخسارة 44 مليون ريال في الربع السابق.
هذا الانخفاض الكبير في الخسارة من الخسارة السابقة يعكس تحسّناً نسبياً في الأداء (من 459 مليون إلى 135 مليون) لكنه لا يزال يشير إلى تحدّيات متواصلة.

يتوجب هنا النظر إلى العوامل التي قد تفسّر التحسّن: ربما انخفاض المصروفات غير التشغيلية، أو تحسّن في بعض الأنشطة العقارية أو خفض التكاليف. ومع ذلك، استمرار الخسارة يعني أن الشركة لم تحقق بعد نقطة التعافي الكامل.

أرباح الشركات المدرجة في (السوق السعودي)

شركة تبوك الزراعية

للربع الثالث من 2025، أعلنت الشركة صافي خسارة بمقدار 24.1 مليون ريال، مقابل خسارة 17.1 مليون ريال في نفس الربع من عام 2024، وبخسارة 17.9 مليون في الربع السابق.
بذلك، لا تزال الشركة في وضع خسائر متزايدة، ما يعكس أن البيئة الزراعية أو عملياتها ربما تواجه ضغوطاً متزايدة في التكلفة أو مستويات المبيعات.

قد تكون عوامل مثل ارتفاع تكاليف المواد الزراعية، التوزيع، أو تغيّرات الطلب الداخلية والخارجية من أهم المحفّزات.

شركة أسمنت الجنوب

أعلنت أن صافي الربح في الربع الثالث من 2025 بلغ 2 مليون ريال، مقارنة بربح 49 مليون ريال في الربع المماثل من العام السابق، وبربح 15 مليون في الربع السابق.
إذًا: الربح تراجع بشكل كبير من 49 مليون إلى 2 مليون، ما يعني أن الشركة على الرغم من استمرار الربحية، لكنها تتعرض لضعف واضح.

من الممكن أن يكون تأثير انخفاض المبيعات أو ارتفاع تكاليف الطاقة والوقود قد أثر على القطاع، خصوصاً في صناعة الإسمنت التي تتأثر بالتشييد وانخفاض الطلب أحياناً.

شركة العربية للتعهدات

أعلنت الشركة عن صافي خسارة قدرها 218.3 مليون ريال في الربع الثالث من 2025، مقابل صافي ربح قدره 44.3 مليون ريال في نفس الربع من العام السابق، ومقابل خسارة 156.6 مليون ريال في الربع السابق.

هذا التحوّل من الربحية إلى خسارة كبيرة يعكس أن الشركة تعرضت لتدهور كبير في عملياتها أو تحمّلت مصروفات أو خسائر غير متكررة أو ربما تدنٍ في الطلب في قطاعها.
يتوجب تحليل مكونات الخسارة: هل هي من مشاريع تأخرت أو من ارتفاع تكلفة التمويل أو تنفيذ العقود؟ هذا يستدعي الاطلاع على إفصاح الشركة التفصيلي.

شركة تهامة

للربع الثاني من 2025، أعلنت الشركة عن صافي خسارة قدرها 18.6 مليون ريال، مقابل ربح بسيط قدره 859 ألف ريال في الربع المماثل من العام السابق، وبخسارة 3.5 مليون في الربع السابق.

وهي شركة تعمل عادة في قطاع الإعلام/البث أو ما شابه؛ ولذلك، الخسارة المتوسّعة تشير إلى ضعف العائدات أو ارتفاع المصروفات أو ربما تغيّر في سلوك المستهلك.
على الرغم من أن الإعلان للربع الرابع غير واضح حتى الآن، لكن هذا المؤشر مبكر يُظهر تراجعاً في الربحية.

شركة الفخارية

أعلنت عن صافي ربح قدره 10.6 مليون ريال للربع الثالث من 2025، مقارنة بخسارة قدرها 56.3 مليون ريال في نفس الربع من العام السابق، وبخسارة 11.4 مليون ريال في الربع السابق.
هذا يعكس تحوّلاً إيجابياً مهما: من خسائر متتالية إلى ربح، مما قد يشير إلى تحسّن في الطلب أو خفض في الكلفة أو تحسين في العمليات.

قد يكون هذا النموذج دليلاً على فرص في قطاعات مصانع أو المنتجات المنزلية/البناء إذا تحسّن الطلب، لكنه ينبغي التنويه إلى أن المبلغ لا يزال نسبياً صغيراً مقارنة بأقرانه.

تحليل الاتجاهات والدلالات

  • التنوع الكبير في الأداء: نلاحظ أن بعض الشركات تحوّلت من الخسارة إلى الربح (مثل الفخارية)، بينما البعض الآخر يواصل الخسارة أو تبدّل من الربح إلى الخسارة (مثل العربية للتعهدات). هذا يشير إلى أن العوامل التشغيلية تختلف بشكل كبير حسب القطاع.
  • تراجع هوامش الربحية وضغط التكاليف: في غالبية الحالات، انخفاض الربحية أو تحولها إلى خسائر لا يعود بالضرورة إلى ضعف الإيرادات فقط، بل غالباً ارتفاع في تكاليف الإنتاج، الطاقة، التمويل، أو صعوبات في سلسلة التوريد.
  • الاعتماد على الطلب المحلي والعمراني: شركات مثل الأسمنت والفخارية يُظهرون ارتباطاً بسوق البناء والعمران، أي أن أي تباطؤ في الإنشاءات أو تأخر في المشاريع العملاقة سيؤثر سلباً على نتائجها.
  • الحاجة لمتابعة الإفصاحات التفصيلية: من أجل فهم النتائج بالكامل، من الضروري الرجوع إلى تقارير الشركات الرسمية على موقع تداول تحت قسم “إفصاحات الشركات” للحصول على تفصيل للمصروفات، الكفاءة التشغيلية، وإيرادات القطاعات الفرعية. (مثال : صفحة “إفصاح شركة” في موقع «تداول»).
  • مؤشّر على الفرص والمخاطر للمستثمرين: النتائج المختلطة توحي بأن هناك فرصاً لمن نجح في تحسين التكلفة والعمليات، لكن هناك مخاطرة واضحة في الشركات التي تعتمد بشدة على الطلب التقليدي أو لديها ديون أو تكلفة رأس مال مرتفعة.

جدول ملخص

اسم الشركةصافي الربح/الخسارة (مليون ريال)الربع المماثل من 2024الربع السابق 2025
إعمار-135-459-44
تبوك الزراعية-24.1-17.1-17.9
أسمنت الجنوب24915
العربية للتعهدات-218.344.3-156.6
تهامة-18.60.859-3.5
الفخارية10.6-56.3-11.4

الخلاصة

تُظهر نتائج أرباح الشركات المدرجة في السوق السعودي للربع الرابع من عام 2025 صورةً متباينة تعكس ديناميكية الاقتصاد السعودي في مرحلة التحول الحالية. فبينما استطاعت بعض الشركات الحد من خسائرها أو العودة إلى الربحية مثل الفخارية، واجهت شركات أخرى مثل العربية للتعهدات وإعمار استمرار الضغوط التشغيلية وضعف العوائد. أما القطاعات الصناعية مثل الإسمنت والزراعة، فقد عانت من ارتفاع التكاليف وضعف الطلب في بعض المناطق، في حين تراجعت أرباح الشركات الكبرى مثل سابك وSTC نتيجة تباطؤ الأسواق العالمية والمنافسة الداخلية.

بشكل عام، تُشير المؤشرات إلى أن السوق السعودي ما زال يتمتع بأساسيات قوية على المدى الطويل، مدعومًا بالإصلاحات الاقتصادية ومشروعات البنية التحتية العملاقة ضمن رؤية 2030، لكن الأداء قصير الأجل يظل حساسًا تجاه المتغيرات العالمية مثل أسعار النفط ومعدلات الفائدة. لذلك، يُنصح المستثمرون بمتابعة الإفصاحات الرسمية عبر موقع تداول السعودية ومنصة أرقام المالية للحصول على البيانات الدقيقة والمحدثة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

الأسئلة الشائعة🔍

1. ما أبرز القطاعات التي حققت أداءً إيجابيًا خلال الربع الرابع 2025؟

القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية والمواد الأساسية مثل الإسمنت والبناء أظهرت تحسنًا طفيفًا، خصوصًا مع زيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع العقارية. بينما لا يزال قطاع الاتصالات والزراعة يعانيان من ضغوط في هوامش الربح.

2. لماذا سجلت بعض الشركات خسائر متكررة رغم تحسن الاقتصاد السعودي؟

السبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع تكاليف التمويل والتشغيل، إضافة إلى تراجع الطلب الخارجي في بعض الصناعات، مثل البتروكيماويات. كما أن بعض الشركات لا تزال في مرحلة إعادة هيكلة أو توسع استثماري يؤثر مؤقتًا على الأرباح.

3. هل يمكن اعتبار نتائج 2025 مؤشرًا على تحسن السوق في 2026؟

ليس بالضرورة، فنتائج 2025 تُظهر تباينًا بين القطاعات. ومع ذلك، فإن السياسات الاقتصادية الحكومية مثل برامج التحفيز والاستثمار في الطاقة المتجددة والبنية التحتية تدعم النظرة الإيجابية للسوق على المدى المتوسط.

4. ما المصادر الموثوقة لمتابعة إعلانات الأرباح بشكل دوري؟

يمكن متابعة الإفصاحات الرسمية عبر موقع تداول السعودية، وتقارير التحليل المالي على موقع أرقام وتقرير وزارة الاقتصاد. هذه المنصات توفر تحديثات مباشرة لكل إعلان أرباح وتفاصيل المقارنة بين الفترات.

5. ما النصيحة العامة للمستثمرين في ظل نتائج الأرباح الحالية؟

التحليل الدقيق للقطاعات بدلاً من الشركات الفردية هو الأهم، مع التركيز على الشركات ذات الملاءة المالية العالية ونمو الإيرادات المستقر. كما يُفضل تنويع المحافظ الاستثمارية وعدم الاعتماد على قطاع واحد، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المستمرة.

HELAL Azazi

مهتم بالتطوير المالي الرقمي وكاتب محتوى متخصص في العملات الرقمية وتقنيات البلوكتشين. أعمل ككاتب وإداري في موقعي "مشاريع العملات" و"اقتصاد اليوم"، حيث أركز على تحليل المشاريع الرقمية الناشئة التي تسعى لإحداث تحوّل جذري في عالم الاقتصاد والتكنولوجيا. أملك شغفًا عميقًا بالبحث والاستكشاف في عالم البلوكتشين، وأتابع عن كثب أحدث التطورات في مجال الأصول الرقمية. أؤمن بأن هذه التكنولوجيا ليست مجرد اتجاه، بل مستقبل يُعاد تشكيله الآن. المزيد »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى