استراتيجيات الأوبشن

استراتيجية الخيارات المزدوجة》الرهان على تقلبات السوق | سلسلة الأوبشن (11)

هل تساءلت يومًا كيف يمكن للمتداولين أن يحققوا أرباحًا حتى عندما لا يعرفون الاتجاه الذي سيتحرك فيه السوق؟ استراتيجية الخيارات المزدوجة (Straddle) في تداول الأوبشن، قد تكون هي الحل السحري لتحقيق ذلك! هذه التقنية الذكية تمكّنك من الربح سواء ارتفعت الأسعار أو هبطت بشكل كبير، بشرط أن تعرف كيف ومتى تستخدمها بالشكل الصحيح.

في هذا المقال، سنشرح لك الاستراتيجية بأسلوب سهل، ممتع، وعملي يساعدك على فهمها وتطبيقها بثقة.

ما هي استراتيجية الخيارات المزدوجة؟

الخيارات المزدوجة هي إحدى استراتيجيات تداول الخيارات الأكثر شعبية بين المستثمرين الذين يتوقعون حدوث تقلبات كبيرة في الأسعار ولكنهم غير متأكدين من اتجاهها.

ببساطة، تتكون هذه الاستراتيجية من شراء خيار شراء (Call Option) وخيار بيع (Put Option) لنفس الأصل الأساسي، وبنفس سعر التنفيذ وتاريخ انتهاء الصلاحية. أي أنك تضع رهانًا مزدوجًا على أن السعر سيتغير — إما بشكل كبير إلى الأعلى أو إلى الأسفل.

الجميل في هذه الاستراتيجية أنها تمنحك فرصة لتحقيق ربح غير محدود عند الارتفاع، في حين أن الخسارة تكون محدودة فقط بالمبلغ المدفوع لشراء الخيارين، أي أنك تعرف مسبقًا أقصى ما يمكن أن تخسره، لكن لا حدود لما يمكنك أن تكسبه!

كيف تعمل الخيارات المزدوجة؟ (مثال على سهم آبل)

لنفترض أن سعر سهم Apple حاليًا هو 100 دولار.

  • تقوم بشراء خيار شراء (Call) بسعر تنفيذ 100 دولار، مقابل علاوة قدرها 10 دولارات.
  • وتشتري أيضًا خيار بيع (Put) بنفس سعر التنفيذ (100 دولار) مقابل 10 دولارات.
استراتيجية الخيارات المزدوجة

بالتالي، إجمالي التكلفة = 10 + 10 = 20 دولارًا لكل سهم.
وهذا يعني أنك بحاجة إلى تحرك في السعر يتجاوز هذه التكلفة لتحقيق الربح.

متى تربح؟

  • إذا ارتفع السعر إلى أكثر من 120 دولارًا، فإنك تحقق ربحًا من خيار الشراء.
  • وإذا انخفض السعر إلى أقل من 80 دولارًا، فإنك تحقق ربحًا من خيار البيع.

أما إذا بقي السعر قريبًا من 100 دولار، فإنك تخسر فقط تكلفة الخيارين — وهي خسارة محدودة ومعروفة مسبقًا.

مثال على ربح فعلي

إذا ارتفع السهم إلى 135 دولارًا

  • أرباحك = 135 (سعر السهم) – 100 (سعر التنفيذ) – 20 (التكلفة الإجمالية) = 15 دولارًا لكل سهم.
  • وإذا اشتريت عقدًا يغطي 100 سهم، فإن ربحك = 1500 دولار!

كيف تحسب الأرباح والخسائر؟

عند ارتفاع سعر الأصل

الربح = سعر الأصل – سعر تنفيذ خيار الشراء – إجمالي العلاوة المدفوعة

عند انخفاض السعر

الربح = سعر تنفيذ خيار البيع – سعر الأصل – إجمالي العلاوة المدفوعة

وهذه الصيغ تساعدك على تقييم كل سيناريو بدقة لتتخذ قرارًا مبنيًا على حسابات منطقية.

لماذا يفضل المتداولون الخيارات المزدوجة؟

ما يجعل هذه الاستراتيجية جذابة هو أنها لا تتطلب منك توقع اتجاه السوق، بل فقط أن تتوقع حركة قوية قادمة.

الفوائد الرئيسية

لذلك، يلجأ العديد من المتداولين إلى هذه الاستراتيجية قبل إعلانات الأرباح، أو قرارات الفائدة، أو الأحداث الجيوسياسية المؤثرة.

ما هي مخاطر الخيارات المزدوجة؟

رغم جاذبيتها، إلا أن استراتيجية الخيارات المزدوجة ليست خالية من المخاطر.

أهم التحديات

  • ارتفاع التكلفة المبدئية: لأنك تشتري خيارين دفعة واحدة.
  • احتمال حركة ضعيفة في السعر: قد لا يتحرك السوق بما يكفي لتغطية التكلفة.
  • تقلبات الأسعار ليست مضمونة: حتى مع الأحداث الكبيرة، قد يبقى السوق مستقرًا.

كما أن العمولات والرسوم قد تزيد من التكلفة، لذا عليك اختيار توقيتك بدقة، وعدم الدخول في مثل هذه الصفقات بدون أسباب قوية.

هل تناسبك استراتيجية الخيارات المزدوجة؟

إذا كنت:

  • تتوقع حدوث تقلب قوي في الأسعار
  • لا تملك معلومات مؤكدة عن الاتجاه
  • تريد تقليل مخاطرك ومعرفة أقصى خسارة ممكنة

…فربما تكون الخيارات المزدوجة هي الاستراتيجية المثالية لك!
لكن تذكّر: النجاح في التداول لا يأتي بالحظ وحده، بل بالفهم والتجربة والانضباط.

بالمختصر

  • الخيارات المزدوجة = شراء خيار شراء + شراء خيار بيع لنفس الأصل والتاريخ والسعر.
  • مصممة للربح من تقلبات السعر القوية في أي اتجاه.
  • الربح غير محدود، بينما الخسارة محدودة بالتكلفة الإجمالية للعقود.
  • الأفضل استخدامها في أوقات الترقب للأخبار القوية.
  • تتطلب حركة كبيرة لتغطية التكاليف وتحقيق الأرباح.

ختامًا

استراتيجية الخيارات المزدوجة ليست مجرد طريقة تداول، بل هي أداة ذكية تمنحك فرصة لاقتناص الأرباح من قلب التقلبات. ومع أنها تحمل بعض المخاطر، فإن الفهم العميق لطبيعتها واختيار التوقيت المناسب يمكن أن يجعلها سلاحًا فعالًا في ترسانة أي متداول طموح.

لا تتردد في التجربة على حساب تجريبي أولًا، وابدأ بخطوات مدروسة. العالم المالي مليء بالفرص — فقط من يعرف كيف يقرأ السوق هو من يستطيع اقتناصها بثقة وذكاء.

إخلاء المسؤولية

المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تعليمية وتثقيفية فقط، ولا تشكل بأي حال من الأحوال نصيحة استثمارية أو توصية بالتداول. التداول في الأسواق المالية، وخاصة باستخدام الخيارات، ينطوي على مخاطر عالية وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.

يُنصح دائمًا بالتشاور مع مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. الكاتب والموقع غير مسؤولين عن أي خسائر قد تنتج عن استخدام هذه الاستراتيجية دون دراسة كافية أو إدارة سليمة للمخاطر.

ما هي استراتيجية الخيارات المزدوجة باختصار؟

هي استراتيجية تعتمد على شراء خيار شراء (Call) وخيار بيع (Put) لنفس الأصل، وبنفس سعر التنفيذ وتاريخ الانتهاء، بهدف الاستفادة من تحرك السعر بشكل كبير في أي من الاتجاهين.

متى تكون استراتيجية الخيارات المزدوجة مناسبة؟

تُستخدم هذه الاستراتيجية عندما يتوقع المتداول تقلبًا كبيرًا في سعر الأصل، لكنه غير متأكد من الاتجاه (صعودًا أو هبوطًا)، مثل قرب إعلان أرباح شركة أو حدث اقتصادي كبير.

ما هو الحد الأقصى للخسارة في الخيارات المزدوجة؟

الحد الأقصى للخسارة هو مجموع العلاوات المدفوعة لخيار الشراء وخيار البيع، بالإضافة إلى أي عمولات أو رسوم تنفيذ.

هل الأرباح غير محدودة في هذه الاستراتيجية؟

نعم، في حالة ارتفاع سعر الأصل بشكل كبير فإن الأرباح قد تكون غير محدودة. أما في حالة الانخفاض الشديد، فالأرباح محدودة بسعر التنفيذ ناقص العلاوات.

هل يمكن تحقيق الربح إذا لم يتحرك السهم بشكل كبير؟

لا. تحتاج الاستراتيجية إلى حركة سعرية كبيرة في أي من الاتجاهين. إذا بقي السعر قريبًا من سعر التنفيذ، فإن الاستراتيجية ستؤدي إلى خسارة بسبب عدم تغطية تكاليف العلاوات.

هل يجب أن أكون خبيرًا لتطبيق هذه الاستراتيجية؟

يفضّل أن يكون لديك فهم جيد لتداول الخيارات وتقلبات السوق، لكن مع التعلم والممارسة يمكنك تطبيق الاستراتيجية بشكل فعّال حتى كمبتدئ.

ما الفرق بين هذه الاستراتيجية واستراتيجية الشراء البسيط لخيار واحد؟

الشراء البسيط لخيار واحد (Call أو Put فقط) يراهن على اتجاه واحد للسوق، أما الخيارات المزدوجة فتعتمد على تقلب كبير بغض النظر عن الاتجاه، مما يزيد من فرص الربح ولكن بتكلفة أعلى.

HELAL Azazi

مهتم بالتطوير المالي الرقمي وكاتب محتوى متخصص في العملات الرقمية وتقنيات البلوكتشين. أعمل ككاتب وإداري في موقعي "مشاريع العملات" و"اقتصاد اليوم"، حيث أركز على تحليل المشاريع الرقمية الناشئة التي تسعى لإحداث تحوّل جذري في عالم الاقتصاد والتكنولوجيا. أملك شغفًا عميقًا بالبحث والاستكشاف في عالم البلوكتشين، وأتابع عن كثب أحدث التطورات في مجال الأصول الرقمية. أؤمن بأن هذه التكنولوجيا ليست مجرد اتجاه، بل مستقبل يُعاد تشكيله الآن. المزيد »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم حاجب الأعلانات!!!!

الرجاء ايقاف حاجب الاعلانات للاستمرار في مشاهدة المحتوى